بينما يجتمع الآن الرئيسان التركي والروسي في سوتشي لمباحثة آخر التطورات في الساحة السورية، كشفت وكالة الأنباء الأمريكية “رويترز” عن الهدف الأساسي لهذه القمة المفـ.اجئة والحاسمة في آن معاً.
وقالت رويترز بأن الرئيسين التركي “رجب طيب أردوغان” والروسي “فلاديمير بوتين” سيناقشان انسحاب ميليشيات “قسد” من بقية المناطق الحدودية التي تقع خارج إطار مدينتي تل أبيض ورأس العين، وحصلت الوكالة على هذه المعلومة من مصدر أمني تركي لم تنشر اسمه بحسب طلبه نظراً لحساسية الملف.
وذكر المصدر بأنه من المتوقع أن تنسحب ميليشيات “قسد” من شريط طوله 120 كيلومتراً في شمال شرق سوريا على الحدود مع تركيا في إطار اتفاق توسطت فيه واشنطن يوم الخميس الماضي، وبموجبه توقف تركيا عملية “نبع السلام” في منطقة شرق الفرات.
ومع اقتراب المدة المتفق عليها بين الجانبين التركي والأمريكي لانسحاب ميليشيات “قسد” من نهايتها، قال القيادي في الميليشيات “مظلوم عبدي” يوم أمس بأنهم لن ينسحبوا من كامل الحدود مع تركيا، زاعماً بأن الولايات المتحدة أبلغتهم بإخلاء بعض المناطق دون غيرها، وأنه لا علم لهم ببنود الاتفاق بين تركيا والولايات المتحدة، على حد قوله.
إقرأ أيضاً: وزير الخارجية الأمريكي يلوح باحتمالية قيام بلاده بعمل عسكري ضد تركيا!
وقال عبدي في مقابلة تلفزيونية يوم أمس: “ما قبلناه حسب ما نقلته لنا الولايات المتحدة هو أن تنسحب قواتنا من مدينة رأس العين ومن المناطق الواقعة بين رأس العين وتل أبيض وصولاً إلى الطريق الدولي، ولا يشمل الانسحاب المناطق الأخرى وإنما وقف لإطلاق النار ونحن نطبق ذلك الآن”.
وتابع بالقول: “النقاط الثلاث عشرة التي تم تداولها في الإعلام لا علم لنا بها، لم نقل شيئاً بهذا الخصوص ومن غير الممكن أن نقبل بمحتواها”، وادعى بالمقابل بأنه لا يوجد حتى الآن أي اتفاق بين الميليشيات ونظام الأسد حول مناطق شمال شرقي سوريا.
وقال عبدي في هذا الخصوص بأنه قد تم التفاهم مع نظام الأسد على خطة عسكرية مشتركة لمواجهة الهجوم التركي، وفي هذا الإطار دخلت ميليشيات النظام إلى منبج وعين العرب وتل تمر والطريق الدولي M4 وتمركزوا هناك، على حد قوله.
ماهو مستقبل المنطقة؟
وقال بأن الولايات المتحدة لم تسحب كافة قواتها من المنطقة، بل انسحبت من منطقة عين العرب ومنبج والطبقة والرقة فقط، ولكن لا تزال قواتها موجودة في مناطق شرق الفرات من دير الزور إلى المالكية، ولم يتلقوا أي قرارات تنفيذية للانسحاب من هذه المناطق.
بالمقابل تستمر تهديدات المسؤولين الأتراك باستئناف مجريات عملية “نبع السلام” العسكرية إذا لم تلتزم ميليشيات “قسد” بكامل بنود الاتفاق الموقع مع الولايات المتحدة، في وقت بدأت فيه المنطقة تشهد تجاذبات عديدة بعد أن دخلت روسيا ومعها نظام الأسد إلى خط المواجهات في شرقي الفرات، وهو الأمر الذي دفع الرئيس التركي أساساً لجلوسه مع الرئيس الروسي اليوم لحسم هذا الملف.