لازال إعلام نظام الأسد ومن لف لفه يسوق لزيارة رأس النظام التي قام بها منذ يومين إلى جبهات محافظة إدلب، مصوراً إياها على انها نصر كبير ودعاية مدروسة تثبت سيطرة النظام وقوته، إلا أن الرسائل الضمنية التي حملتها مجريات الزيارة وأحداثها نقلت رسائل ذات معان مختلفة، معان أثبتت مدى ضعف هذا النظام وهشاشته وطائفيته.
تلك الزيارة “التاريخية” كانت ككل سابقاتها من الزيارات في السنوات الماضية، تعطي انطباعاً واضحاً عن الحالة التي بات عليها النظام بعد تسع سنوات من حربه على الشعب السوري، فخلال الزيارة، بدا واضحاً بأن غالبية الضباط ينتمون لنفس طائفة آل الأسد، وهو مؤشر على خوف قوة الأمن على رأس النظام وعدم ثقتها إلا بأبناء طائفته الذين يعتبرون وجوده مسألة حياة أو موت.
الضباط الذين ظهروا إلى جانب بشار الأسد كان لهم دور كبير في كل المـ,جازر التي ارتكبت بحق الشعب السوري، سواء عبر المعارك أو القصف الجوي أو الصاروخي، حيث قاموا بمهامهم على أكمل وجه من شمال البلاد على جنوبها ومن شرقها إلى غربها، فأينما حلوا حل الموت والدمار والخراب، وقد نشر موقع جريدة “زمان الوصل” السورية صوراً مفصلة بأسماء ورتب أولئك الضباط.
إقرأ أيضاً: “سهيل الحسن” يتعمّد إهانة “بشار الأسد” أثناء زيارته لجبهات إدلب يوم أمس (فيديو)
من جهة أخرى، وفي مفارقة ملفتة للنظر، بدا واضحاً بأنه حتى الضباط الذين رافقوا بشار الأسد لا ثقة له بهم، فرغم أنهم جميعا من قادة الفرق والألوية والتشكيلات العسكرية المهمة، إلا أن ثقة النظام بهم ليست بمستوى رتبهم ومهامهم الموكلة إليهم، فلم يظهر أي شخص منهم ومعه ولو مجرد “سلاح الفردي”، والذي يفترض أن يحمله أفراد الجيش على الجبهات وبالقرب من خطوط “العدو”!
كما أظهرت تلك الزيارة مدى الاحتقار والإذلال الذي تعامل به روسيا “حليفها” المفترض بشار الأسد، وذلك من خلال المعاملة الباردة والمتعالية والندّية التي عامله بها ضابطه المقرب من روسيا “سهيل الحسن” الذي انفرد لوحده – من بين كل الضباط العزّل الأخرين – بحمل بندقيته الرشاشة في وجه رئيسه، ويعرف عن الحسن دعم روسيا المطلق له، ما يفسر عجرفته وتعاليه امام بشار.
زيارة العار
وكان رأس النظام السوري “بشار الأسد” قد قام بزيارة تفقدية لخطوط القتال على جبهة بلدة “الهبيط” في ريف إدلب الجنوبي صباح يوم الثلاثاء الماضي، ليلتقي هناك عدداً كبيراً من أكابر مجرمي جيشه، ويشهد بنفسه قصفاً مدفعياً على مناطق محافظة إدلب المكتظة بالمدنيين الأبرياء العزل.
وكان جيش الأسد قد تمكن بدعم روسي وإيراني من التقدم في مناطق ريف إدلب الجنوبي حتى وصل إلى بلدة الهبيط المتاخمة لمدينة “خان شيخون” وسيطر عليها في 11 آب أغسطس الماضي، محكماً بذلك الحصار على ريف حماة الشمالي وقتذاك، ليقوم باجتياحه والسيطرة عليه كاملاً في وقت لاحق.
زمان الوصل
مدونة هادي العبد الله