من العجيب حقاً كيف قام جمهور واسع من مؤيدي نظام الأسد – وبالأخص الفنانين والإعلاميين وبعض السياسيين – بتأييد الانتفاضة اللبنانية الأخيرة ضد الفساد الحكومي، بينما وقفوا في وجه الثورة السورية منذ بداياتها المدنية والسلمية الأولى، وساهموا في التشبيح ضدها وضد المتظاهرين السوريين العزل الذين سحلهم نظام الأسد في الشوارع والسجون بكل وحـ.شية كما لم يفعل أي نظام حاكم في العالم كله!
المغنية السورية “فايا يونان” كانت واحداً من تلك التجسدات الازدواجية التي تشهد على مدى نفاق مؤيدي نظام الأسد، وحقدهم الأعمى على إرث الشعب السوري وعقيدته وانتفاضته ضد واحد من أشرس الأنظمة القمعية في العالم اجمع.
وكانت المغنية المؤيدة للأسد قد نشرت منذ بدء التظاهرات اللبنانية منشوراً على حسابها في “فيسبوك”، تعاطفت فيه أشد التعاطف مع متظاهري لبنان، رغم مناهضتها للثورة السورية وتأييدها الأعمى لنظام بشار ورموزه.
إقرأ أيضاً: الشبيحة سوزان نجم الدين تزعم بأن سوريا لا تستحق بشار الأسد! (فيديو)
وقد تلقت المغنية ردودًا قاسية بما تستحقه عبر وسائل التواصل، من سوريين ولبنانيين قالوا لها بأنه لا يمكن لها أن تتعاطف مع ثورة وتهاجم أخرى، ما جعلها تحذف منشورها لاحقاً بعدما تبين وجهها الحقيقي المنافق، واستمرت ردود الفعل عليها، ودفعت السوريين لنشر صور ومقاطع مصورة لمظاهراتهم، وشارك فيها فنانون سوريون استذكروا الأيام التي صدحت بها حناجرهم في شوارع سوريا بالثورة.
لم يتوقف منشور فايا على ردود الفعل السورية، إذ هاجمها بعض المتظاهرين اللبنانيين أنفسهم، ومن بينهم الفنان “حامد سنو” الذي قال: “لا نريد دعمًا من التي تغني للأسد، تحية لكل ثوار سوريا والرحمة لشهدائها”.
نفاق بلا حدود
ولم يتأخر رد فايا، فكتبت منشورًا ثانيًا أمس، قارنت فيه بين المظاهرات السورية والمظاهرات اللبنانية، وقالت: “لبنان علم البلد الأساسي، ولا أناشيد جديدة، نشيد البلد ولا أناشيد جديدة، ولا رئيس لدولة خارجية أعطى رأيه بالشعب اللبناني”، متهكمة على الثورة السورية وطاعنة برموزها ومدى مصداقيتها.
وتحمل فايا يونان الجنسية السويدية، وتنحدر من مدينة حلب السورية، وهي من مواليد عام 1992، واستغلت مقطعها المصور الذي حمل عنوان “لبلادي” لتصعد بقوة بدعم من النظام السوري، فبعد استضافتها على قناة “سما” الموالية، تمت استضافتها عبر عدة قنوات لبنانية أخرى موالية لنظام الأسد، وتظهر دائماً في كل احتفالاتها وهي ترفع علم نظام الأسد وتتغنى به.