يبدو بأن الاتفاق التركي الروسي يوم أمس قد أزعج ميليشيات “قسد” وطعنها في الظهر مجدداً، بعد أن ذاقوا نفس الكأس مع الاتفاق التركي الأمريكي، وهرعوا إلى الحضن الروسي ظناً منهم انهم سيجدون لديه مالم يجدوه في الحضن الأمريكي الذي تخلى عنهم، إلا ان النتيجة كانت العكس أيضاً مع الروس.
ففي هذا الشأن، أعلن “مظلوم عبدي” القائد العام لميليشيات “قسد” بأنهم لن يعتمدوا على روسيا، ولن يسمحوا لها بإجراء تغييرات في المنطقة، وأتت تصريحات عبدي خلال مداخلة مع إذاعة “صوت أمريكا” أجراها يوم أمس.
وقال عبدي في تصريحاته بأنه لا يمكن لهم الاعتماد على روسيا لكونها حليفة حكومة النظام وتنسق مع تركيا، مشيراً إلى أن السياسة الروسية تقوم على “دعم النظام السوري وليس حماية الأكراد في المنطقة” على حد قوله.
إقرأ أيضاً : قائد قسد محاولاً التلاعب بالاتفاق التركي الأمريكي ويرفض الانسحاب من هذه المناطق
وأكد عبدي بأن لدى ميليشياته خبرة وتجربة سابقة مع الروس – ولا سيما في عفرين – حيث سمحت موسكو لأنقرة بالتوسع في المنطقة، وعليه فإنه لا يمكن لهم أن يعتمدوا على روسيا بهذا الصدد، لافتاً إلى أن السياسية التي يتم اتباعها من قبل موسكو ودمشق ليست لحماية المكون الكردي، وإنما لحماية مصالحهم، وفقاً لتصريحه.
وقال عبدي بأن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” قد قال بأنه وبعد مغادرة الجنود الأمريكيين لسوريا، سيتواصل مع روسيا لإيجاد حل لـ “لقضية الكردية”، وذلك من خلال التوصل إلى اتفاق مع نظام الأسد والروس للدفاع عن أنفسهم.
كما قال مسؤول آخر في حزب “الاتحاد الديمقراطي” الذي يشكل إحدى المكونات السياسية لميليشيات “قسد” بأنهم لم يكلفوا روسيا بتمثيلهم في سوتشي، في إشارة إلى اللقاء الذي عقده الرئيسان التركي والروسي أمس، معتبراً بأن الاتفاق الذي خرج عن القمة هو “خارج إطار الشرعية والقوانين الدولية”، ومؤكداً أن الروس هدفهم “إذلال الكرد بسبب رفضهم الالتحاق بمحورهم”، على حد تعبيره.
تخلى عنهم الجميع!
وكان الكرملين قد صرح رسمياً يوم أمس بأنه في حال لم ينسحب عناصر ميليشيات “قسد” من المناطق المتفق عليها بين روسيا وتركيا بشمالي سوريا، ستضطر الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري للانسحاب، تاركين إياهم في مواجهة “الآلة العسكرية التركية” على حد تعبيرهم.
وكان الاتفاق الروسي التركي الموقع أمس في سوتشي قد تضمن انسحاب ميليشيات “قسد” اعتباراً من ظهر اليوم، خارج منطقة عملية “نبع السلام” مصطحبين أسلحتهم ومعداتهم حتى عمق 30 كيلومتراً من الحدود السورية التركية، وذلك خلال مدة أقصاها 150 ساعة تبدأ من اليوم.