بعد الاتفاق الذي تم توقيعه بين كل من ميليشيات “قسد” ونظام الأسد برعاية روسيّة، وذلك عقب أيام من انطلاق عملية “نبع السلام” التركية، انتشرت قوات لنظام الأسد في عدة مناطق من محافظات شمال شرق سوريا، ومن بينها مدينة “الطبقة” في ريف الرقة الجنوبي.
وفي هذا الصدد، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي عدة مقاطع مصورة تظهر بعضاً من أهالي مدينة الطبقة وهم يشـ.تمون قوات نظام الأسد ويرددن هتافات مناهضة للنظام، وذلك أثناء مرور رتل لقوات النظام من أحد شوارع المدينة.
ومنذ ان دخلت قوات نظام الأسد خلال الأيام العشرة الأخيرة إلى مناطق شمال شرق سوريا، وهي تقوم بحملات من الاعتقالات الهمجية التعسفية، إضافة لعادتها في السلب والنهب وتعفيش أملاك المدنيين.
وكانت وكالة “سبوتنيك” الروسية قد قالت بأن وفداً عسكريًا روسيًا قد وصل مساء يوم 12 من الشهر الجاري إلى مطار القامشلي الدولي الواقع تحت سيطرة نظام الأسد، في الوقت الذي وصل فيه وفد عن ميليشيات “قسد” إلى دمشق بهدف التوصل لاتفاق حول مناطق الشمال السوري التي تشهد تقدماً لقوات “نبع السلام”.
إقرأ أيضاً : مجموعة من أهالي درعا يقتحمون معبر نصير ويمزقون صور الأسد ويغلقون المعبر لساعات (صور)
وكشفت الوكالة عن تفاصيل الاتفاق التي أبرمتها ميليشيات “قسد” مع نظام الأسد، والتي وصفتها روسيا بأنها تمت تحت رعايتها، وقال بأنه وبعد عدة لقاءات تمت بين الطرفين في الأيام الماضية في كل من دمشق والقامشلي، غادر الوفد الروسي مطار القامشلي برفقة وفد من قيادة “قسد” – وُصف بأنه من مسؤولي الصف الأول – إلى قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري.
وبحسب الوكالة فإن الاجتماع قد استمر لساعات طويلة، وانتهى باتفاق مبدئي ينص على التنسيق الكامل بين الطرفين، وذلك لإفساح المجال للاتفاق على إعادة ترتيب الأمور في جميع مناطق الشمال السوري، بدءاً من مدينة منبج بريف حلب الشرقي، تمهيداً لاستعادة سيطرة نظام الأسد على كامل مناطق شرق الفرات والشريط الحدودي مع تركيا.
إلا أن زمام المبادرة خرجت مؤخراً من يد ميليشيات “قسد” فيما يخص التنسيق مع روسيا ونظام الأسد، وذلك عقب الاتفاق المشترك الذي تم توقيعه منذ يومين بين الرئيسين التركي والروسي في سوتشي، والذي تم بموجبه إخراج ميليشيات “قسد” من كامل الصورة في مناطق شمال شرقي سوريا.
قسد خارج اللعبة
ونص الاتفاق على أن تقوم الشرطة العسكرية الروسية بالتعاون مع حرس الحدود السورية بإخراج عناصر ميليشيات “قسد” وأسلحتهم حتى مسافة 30 كيلومتراً من الحدود التركية، وذلك في كافة المناطق التي يتواجد فيها نظام الأسد.
وستبدأ دوريات تركية روسية مشتركة بعمق 10 كيلومتراً بشرق وغرب منطقة عمليات “نبع السلام”، بينما يبقى الوضع بين مدينتي تل أبيض ورأس العين كما هو من حيث السيطرة الكاملة لقوات “نبع السلام”.