تخطى إلى المحتوى

بالعتابا والمواويل هكذا ينشؤون أطفال سوريا على تمجيد بشار (فيديو)

انتشر على منصات التواصل الاجتماعي مقطع مصور تم تصويره في ساحة إحدى المدارس ضمن مناطق سيطرة نظام الأسد في سوريا، ويظهر المقطع كمية التقديس والتعظيم التي يحاول شبيحة الأسد زرعها في أذهان أطفال سوريا منذ الصغر وفي سياق ما يفترض أنه عملية تربوية بحتة خالية من السياسية وتحيزاتها.

ويظهر في المقطع أحد إداريي المدرسة وهو يلقي خطبة سخيفة على طلاب المدرسة، مليئة بالإنبطاح والتقديس لشخص رأس النظام السوري “بشار الأسد”، ووصفه بصفات بطولية جبارة لا يملك شيئاً منها في حقيقة الأمر!

وذكر الإداري في كلمته تلك الزيارة الأخيرة التي قام بها الأسد إلى جبهات إدلب يوم الثلاثاء الماضي، مؤكداً فيها على نفس ماقاله بشار أثناءها، من تزييف للحقائق وقلب للموازين وسباب وطعن بشخص الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، الأمر الذي يكشف مدى الإفلاس الفكري والمعنوي لدى شبيحة النظام ومؤيديه.

إقرأ أيضاً: فايا يونان تتعاطف مع مظاهرات لبنان وتشبح للأسد!

وفي آخر الخطبة “العصماء” التشبيحية بامتياز، قام أحد الطلاب بإلقاء موال على طريقة “العتابا” الشعبية، مكملاً سيمفونية التشبيح والتمجيد لسفاح سوريا، والطعن بكل خصومه وأعداءه ممن وقفوا في وجه إجرامه وطغيانه.

وكانت زيارة بشار الأسد إلى جبهة “الهبيط” بريف إدلب الجنوبي يوم الثلاثاء الماضي مادة دسمة لجميع المنصات الإعلامية لدى نظام الأسد وجمهور مؤيديه، وقد عمل إعلام الأسد وإعلام حلفاءه على تصوير تلك الزيارة وما جرى فيها على أنه تكريس للنصر “العظيم” الذي أنجزه الأسد ونظامه وشبيحته.

إلا أن تلك الزيارة “التاريخية” كانت ككل سابقاتها من الزيارات في السنوات الماضية، تعطي انطباعاً واضحاً عن الحالة التي بات عليها النظام بعد تسع سنوات من حربه على الشعب السوري، فخلال الزيارة، بدا واضحاً بأن غالبية الضباط ينتمون لنفس طائفة آل الأسد، وهو مؤشر على خوف قوة الأمن على رأس النظام وعدم ثقتها إلا بأبناء طائفته الذين يعتبرون وجوده مسألة حياة أو موت.

زيارة الذل والعار

وفي مفارقة ملفتة للنظر، بدا واضحاً بأنه حتى الضباط الذين رافقوا بشار الأسد لا ثقة له بهم، فرغم أنهم جميعا من قادة الفرق والألوية والتشكيلات العسكرية المهمة، إلا أن ثقة النظام بهم ليست بمستوى رتبهم ومهامهم الموكلة إليهم، فلم يظهر أي شخص منهم ومعه ولو مجرد “سلاح الفردي”، والذي يفترض أن يحمله أفراد الجيش على الجبهات وبالقرب من خطوط “العدو”!

كما أظهرت تلك الزيارة مدى الاحتقار والإذلال الذي تعامل به روسيا “حليفها” المفترض بشار الأسد، وذلك من خلال المعاملة الباردة والمتعالية والندّية التي عامله بها ضابطه المقرب من روسيا “سهيل الحسن” الذي انفرد لوحده – من بين كل الضباط العزّل الأخرين – بحمل بندقيته الرشاشة في وجه رئيسه، ويعرف عن الحسن دعم روسيا المطلق له، ما يفسر عجرفته وتعاليه امام بشار.

مدونة هادي العبد الله