مع توقف عملية “نبع السلام” العسكرية التركية مؤخراً في مناطق شمال شرق سوريا، ومع الهدوء النسبي – المثير للقلق في آن معاً – ضمن محافظة إدلب السورية، أصبح الجو ملائماً من جديد للحديث عن عودة الحل السياسي لمسار القضية السورية دولياً.
وفي هذا الصدد، أعلنت الأمم المتحدة أنها لم ترصد أي اشتباكات أو أي تصعيد ضمن مناطق شمال شرقي سوريا في أعقاب الاتفاق الروسي التركي بشأن سوريا، الأمر الذي يهيئ الأجواء لعودة المسار السياسي مجدداً.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” ضمن مؤتمر صحفي يوم أمس الجمعة: “يسرني عدم ورود أي أنباء عن تصعيد جديد أو صدامات بشمال شرقي سوريا”، وتابع بالقول: “من الواضح بالنسبة إليّ بأن ما حدث في شمال سوريا يدل على أن الوقت حان لمناقشة إنهاء اللعبة بشكل جدي”، على حد وصفه.
إقرأ أيضاً : المبعوث الأممي يحذر من أي تصعيد في إدلب ويقدم نصيحة للأسد وروسيا بخصوص المنطقة
وأكمل الأمين العام بقوله: “وإذا كان هذا صحيحا، فإن العملية السياسية تكتسب أهمية أكثر مما كان في أي وقت مضى، ونركز جهودنا على أن تبدأ اللجنة الدستورية بالعمل في جنيف، في خطوة أولى نحو إنهاء هذا الفصل المأساوي في حياة الشعب السوري”.
ومع تركيز الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على العودة للمسار السياسي ووضع حد لمعاناة الشعب السوري من خلال ما قد تحمله اللجنة الدستورية من وعود في هذا الشأن، ترى روسيا الأمر من منظور مختلف بعض الشيء!
ففي تلميح خفي خبيث من الجانب الروسي إزاء رغبتها الحقيقية بإفشال أي حل سياسي حقيقي ينهي المأساة السورية، صرح المتحدث الرسمي باسم الكرملين “ديمتري بيسكوف” يوم أمس الجمعة عن اللجنة الدستورية بقوله: “لا يجوز الإفراط في التفاؤل، ولا داعي للنظر إلى الأمور بنظارات وردية، الطريق سيكون طويلا وصعبا للغاية”، على حد تعبيره.
متابعة الانتخابات
وفي سياق متصل بالشأن السوري، صرح المبعوث الأممي للملف السوري “غير بيدرسون” منذ يومين بأنه قد عين شخصًا معنيًا بملف الانتخابات السورية القادمة، ويقوم الآن بدراسة كيفية وإمكانية إجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، وفقًا للدستور الجديد وبموجب قرار مجلس الأمن 2254 حول سوريا.
وبحسب المبعوث الأممي سيستغرق عقد الانتخابات – وفقًا لأعلى المعايير الدولية – وقتًا طويلًا، وقال: “لهذا فإنني بدأت التفكير في كيفية قيام الأمم المتحدة بالإعداد لهذه المهمة من خلال الحوار مع الأطراف السورية” وفقاً لما صرح به.