نقلت مصادر عن المفوضية الأوربية في تركيا بأن الاتحاد الأوربي قد أقر مشروع قرار يقضي بتخصيص 500 مليون يورو كبدل نقدي سوف يتم صرفه للاجئين السوريين وغير السوريين المتواجدين في تركيا.
وبحسب المبادرة الجديدة، سيتم صرف “أكبر منحة إنسانية في العالم” إلى كل من الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، للإشراف على مشروع صرف بدل نقدي لحوالي 1.6 مليون لاجئ في تركيا معظمهم من السوريين، ويشكل الأطفال منهم نسبة 61%. ومن المقرر أن يتم العمل على المبادرة الجديدة في نيسان أبريل من العام القادم.
وتم إطلاق هذا المشروع الجديد تحت عنوان “شبكة الأمان الاجتماعي للحالات الطارئة”، حيث وقع الاختيار على كل من الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، بعد الإعلان عن مناقصة بدأت في كانون الثاني يناير الماضي، كما شارك في المناقصة كل من البنك الدولي وبرنامج الأغذية العالمي.
إقرأ أيضا: “التأشيرة الإنسانية” ستفتح طريق السوريين إلى أوروبا في نهاية آذار
وفيما قدمت الوكالات الثلاث الوثائق المطلوبة، وآلية تقديم العطاءات، والأهداف الاستراتيجية للمشروع، تم قبول مشروع الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر ليفوز بالعرض، وذلك بعد أن كان العمل محصوراً ببرنامج الأغذية العالمي ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث هيمنت المنظمات الأممية على التحويلات النقدية على حساب المنظمات غير الحكومية.
وللأسف فقد فضت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر التعليق على المشروع الجديد، بينما أكد مسؤول في الإتحاد الأوربي، أن الاتحاد سيكون الشريك المقبل للمنحة الأوروبية.
وتعمل المنحة الأوروبية كامتداد لنظام الرعاية الاجتماعية المقدم من الحكومة التركية، وتعتمد المنحة على بنك “هالك” الحكومي في تركيا، حيث يصل عدد اللاجئين المؤهلين إلى حوالي ثلث عدد اللاجئين المتواجدين في تركيا، ويحصلون على بطاقة ائتمان بنكية، يضاف إليها شهرياً مبلغ 120 ليرة تركية – أي ما يعادل 21 دولار أمريكي – ينفقها اللاجئ حسب حاجته.
ويتم تنفيذ المنحة بالتعاون مع الجهات المحلية التركية من بينها الهلال الأحمر التركي ووزارة الأسرة والعمل، والمؤسسات الخيرية التركية، والهدف من هذه المنحة، منع وصول اللاجئين إلى العوز ومواجهة المشاكل المالية التي تمر بها الأسر التي تضطر إلى زج أطفالها في سوق العمل أو الدخول في دوامة الديون والمعاناة من نقص التغذية.
أكبر منحة في العالم
وتعتبر هذه المنحة أكبر منحة إنسانية في العالم، وتمثل حوالي ثلث ميزانية المساعدات العالمية الطارئة والتي وصلت في 2019 إلى مبلغ 1.6 مليار دولار، وكانت المفوضية قد تعرضت لنقد شديد بعد التدقيق بمنحة 2018، بسبب الإنفاق الزائد على المنحة.
ويأمل الإتحاد الأوربي عبر تقديم المساعدات إلى تركيا في وقف تدفق اللاجئين السوريين وغيرهم، خصوصاً بعد الأحداث التي شهدتها دول الاتحاد والتي تم ربطها كنتيجة مباشرة لتدفق اللاجئين في 2015، والتي كانت أكبر موجة هجرة تشهدها أوروبا منذ عشرات السنين.