تخطى إلى المحتوى

من هو مظلوم عبدي متعدد الأسماء والهويات وأحد أهم المطلوبين لتركيا عالمياً

بينما يصر الجانب الأمريكي – والمجتمع الدولي بشكل عام – على التعاطي مع ميليشيا “قسد” وكأنها كيان رسمي معترف فيه، وتتعامل أيضاً مع قائدها “مظلوم عبدي” وكأنه شخصية دبلوماسية رسمية، أثار هذا الأمر حفيظة الجانب التركي الذي لطالما اعتبر “قسد” منظمة إرهابية معادية.

وقد دفع هذا الأمر الرئيس التركي “ردب طيب أردوغان” ومعه وزير العدل التركي، للمطالبة بضرورة تسليم قائد ميليشيا “قسد”، والذي يحاول التخفي في كل مرة باسم جديد للهروب من التصنيف الإرهابي لاسيما لدى أنقرة.

و”مظلوم عبدي” هو لقب من ضمن مجموعة ألقاب وأسماء يتخفى ورائها قائد ميليشيا “قسد” التي باتت تعتبر النسخة السورية من “حزب العمال الكردستاني” التركي الأصل، والذي يجمل تاريخاً حافلاً من الصراع الدموي مع تركيا.

واتخذ عبدي سلسلة أسماء للعمل بها، أبرزها “مظلوم كوباني، الخال، شاهين جيلو” في حين أن اسمه الحقيقي هو “فرهاد عبدي شاهين”، وهو من مواليد عام 1967 في قرية “حلنج” التابعة لمدينة عين العرب بريف حلب الشرقي في سوريا.

إقرأ ايضاً : قائد ميليشيا قسد يهاجم روسيا ويتهمها بالتخلي عنهم لصالح نظام الأسد

والتحق عبدي عام 1990 بحزب العمال الكردستاني، وتفيد التقارير أنه كان مقربا من زعيم الحزب “عبد الله أوجلان” المسجون في تركيا، حيث شغل عدة مسؤوليات في حزب العمال الكردستاني، من أهمها مسؤول القوات الخاصة وعضو اللجنة التنفيذية، وله صور عديدة تجمعه مع أوجلان في صغره.

كما سافر عبدي في 1997 إلى أوروبا، وبقي هناك حتى الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003، حيث عاد إلى كردستان العراق وانخرط في العمل السياسي، وفي عام 2011 برز مظلوم عبدي كواحد من أهم قادة وحدات “حماية الشعب” الكردية إبان اندلاع الثورة في سوريا.

وسرعان ما دخل في عام 2014 سلسلة من المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية لتشكيل حلف ضد تنظيم “داعش” في سوريا، ليتم تشكيل ما عرف لاحقاً باسم “قوات سوريا الديمقراطية” او “قسد”، والتي تشكل الميليشيات الكردية عمودها الفقري، وتم تعيين عبدي قائداً لها.

إرهابي مطلوب

وقد تم إدراج عبدي على “قائمة الإرهابيين” المطلوبين للسلطات التركية، إثر مشاركته في عدد من العمليات ضد الجيش التركي في تسعينيات القرن الماضي في بلدة “شمندلي” بولاية هكاري التركية.

حيث أصدرت وزارة الداخلية التركية في العام الماضي “قائمة الإرهابيين المطلوبين” وورد اسم عبدي في الفئة الحمراء، وترتيبه التاسع، وبناء عليه أعلن الرئيس التركي أن “وزارة العدل التركية ستقدم طلبا للولايات المتحدة لتسليم الإرهابي الملقب مظلوم”، معربا عن استيائه وانزعاجه من تبادل الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” الرسائل مع عبدي.

مدونة هادي العبد الله