ضمن مؤتمر صحفي عقده يوم أمس الجمعة في مقر الرئاسة الروسية “الكرملين”، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية “ديمتري بيسكوف” بأن ميليشيات “قسد” ستكون وجهاً لوجه أمام الجيش التركي إذا لم تنسحب من المناطق التي جرى تحديدها وفقاً للاتفاق التركي الروسي الأخير، وأن الشرطة العسكرية الروسية لن تفصل بينهما.
وأكد بيسكوف في سياق تصريحاته بأن “الإجراءات الملموسة” وفقاً للاتفاق التركي الروسي الأخير لا تزال جارية، موضحاً في الوقت ذاته بأن “الوضع لن يكون رائعًا في ليلة واحدة” على حد وصفه.
وأكمل بيسكوف قائلاً: “قواتنا ومعداتنا تنتشر حاليًا مع قوات ومعدات حرس الحدود السوري في المناطق التي تم تحديدها” لافتاً إلى أن الاتفاق بين تركيا وروسيا يجري تنفيذه بدقة ميدانيًا، مع احتمال حدوث بعض الخشونة في المرحلة الأولى، وأن الوضع معقد جدًا ولا يمكن أن يعود إلى طبيعته بشكل سريع.
إقرأ ايضاً: خريطة روسية تظهر 15 موقعاً ستنتشر فيها قوات الأسد على الحدود مع تركيا
وأكد بيسكوف استمرار اتصالاتهم مع ميليشيات “قسد” في المرحلة الراهنة بما يخص الانسحاب، مؤكداً بان روسيا أخبرتهم بأنهم سيكونون وجهًا لوجه أمام الجيش التركي على الأرض إذا لم ينسحبوا من المناطق المحددة في إطار الاتفاق.
وتابع بقوله في هذا الشأن: “إذا لم تنسحب العناصر الكردية مع أسلحتها من المنطقة، فإنه من الطبيعي أن حرس الحدود السوري وشرطتنا العسكرية لن يفصلوا بينهم”، واستدرك بقوله: “حينها للأسف ستكون العناصر الكردية حتمًا وجهًا لوجه أمام القوات المسلحة التركية”.
بالمقابل أبدت قيادة ميليشيات “قسد” تذمرها واعتراضها على معظم نقاط الاتفاق التركي الروسي الموقع يوم الثلاثاء الماضي في سوتشي، بينما استمرت الاجتماعات المكوكية بين قيادة ميليشيات “قسد” وقادة الاحتلال الروسي للتفاوض حول آلية انتشار القوات الروسية في شمال وشرق سوريا.
مطالب من جانب “قسد”
وقد نقلت بعض المصادر بأن قيادة ميليشيات “قسد” قد رفضت العرض الروسي بانسحاب قواتها من الحدود أو فتح المجال لهجوم تركي، واعتبرت ذلك ابتزازاً مرفوضاً بشكل قاطع، ولا يتناسب مع “حجم ودور روسيا كدولة عظمى وفاعلة في الملف السوري”، على حد قول قادة قسد.
وبحسب ما جرى في الاجتماعات الماضية، فقد طلبت قيادة ميليشيات “قسد” من الجانب الروسي الضغط على نظام الأسد لتغيير نبرة خطابه تجاه ميليشيات “قسد”، وأن يعترف النظام رسمياً بأن انتشار قواته يجري بالتنسيق مع ميليشيات “قسد”، على أن تكون روسيا هي الضامن لذلك.