بعد نهاية المدعو “أبو بكر البغدادي” زعيم تنظيم “داعش” ليلة السبت الماضي في غارة جوية وعملية عسكرية للقوات الخاصة الأمريكية في ريف إدلب الشمالي الغربي، تتبادر الآن أسئلة ملحة حول الشخص الأكثر احتمالية لخلافة البغدادي في زعامة التنظيم الإرهابي.
وكانت أصوات عديدة ومصادر متعددة قد رجحت بأن تؤول زعامة التنظيم للمدعو “عبد الله قرداش”، إذ أن البغدادي نفسه كان قد رشحه في آب أغسطس الماضي ليكون خليفة له في زعامة التنظيم، وذلك ضمن بيان أصدره التنظيم في وقت سابق ونشرته منصات إلكترونية تابعة للتنظيم.
وجاء الإعلان عن تعيين قرداش خليفة للبغدادي، بعد نحو أربعة شهور من آخر ظهور للبغدادي، وذلك في التاسع والعشرين من شهر نيسان أبريل الماضي، والذي توعد البغدادي خلاله الولايات المتحدة الأميركية بمزيد من الهجـ.مات، كما تبنى خلاله تفجيرات سريلانكا التي راح ضحـ.يتها العشرات، واعتبرها بمثابة ثـ.أر لما حصل في منطقة “الباغوز” بسوريا، والتي كانت آخر معقل معروف للتنظيم في البلاد.
إقرأ أيضاً : تفاصيل جديدة عن العملية الأمريكية التي استهدفت المطلوب الأول في العالم أبو بكر البغدادي
وتمتد العلاقة بين قرداش والبغدادي لنحو 16 عاماً، بعدما التقى الرجلان في سجن “بوكا” بمحافظة البصرة جنوب العراق، الذي كانت تديره قوات الاحتلال الأميركي وقتذاك بعد عام 2003، وظلا فيه سجناء قبل أن يُطلق سراحهما ليبدآ مسيرتهما مع تنظيم “داعش”.
وتنحدر أصول قرداش من بلدة “تلعفر” شمال غربي مدينة الموصل، وقد شغل منصب شرعي عام لتنظيم القاعدة سابقاً، وهو خريج كلية الإمام الأعظم في مدينة الموصل، وقد كان مقرباً من القيادي في “داعش” المدعو “أبو علاء العفري”، وكان والده خطيباً مفوهاً وعقلانياً، وقد اتسم قرداش بالقسوة والتسلط والتشدد، وكان أول المستقبلين للبغدادي إبان سقوط الموصل.
وقد أثار احتمال خلافة قرداش للبغدادي استنفاراً لدى كافة الأجهزة الأمنية، والتي صنفته بأنه من أشـ.رس وأقسى قادة “داعش”، حيث أعلنت أجهزة الاستخبارات الدولية حالة استنفار معلوماتية حول شخصية قرداش، وما هي تحركاته، وأين يمكن أن يكون موجوداً.
نهاية مجرم
وكان مسؤول عسكري أمريكي قد صرح يوم أمس بأنه قد تم تأكيد هوية زعيم “داعش” ومقـ.تله في الغارة التي تم تنفيذها في إدلب ليلة السبت، وذلك بعد التحقق من هويته عن طريق الحمض النووي، إضافة لتقنية التعرف على الوجوه.
وصرح المسؤول بأن 50 إلى 70 جندياً و 6 مروحيات قد شاركوا في الغارة التي استهدفت البغدادي، وأن القوات الأمريكية التي شاركت في الغارة قد انطلقت من أربيل في شمال العراق، وذلك بعد تلقي تقارير عن مشاهدات للبغدادي في إدلب منذ بعض الوقت.