تخطى إلى المحتوى

في أولى جلسات اللجنة الدستورية تسريبات مصورة لمشادة بين وفدي المعارضة وشبيحة الأسد (فيديو)

لم يكد يمضي يوم أو يومان فقط على انطلاق أعمال اللجنة الدستورية السورية، حتى تدافعت المشاكل والتناقضات إليها من كل حدب وصوب، وذلك في سياق تأكيد – مقصود أو غير مقصود – على عدم فاعلية هذه اللجنة، وكونها غير مبشرة بالخير أبداً إزاء سوريا ومستقبلها وحياة شعبها.

فعلى الصعيد الخارجي، لم يتوقف تصعيد الطيران الروسي على مناطق محافظة إدلب السورية منذ انطلاق أعمال اللجنة إلى اليوم، وذلك في رسالة روسية واضحة وبالغة الوقاحة والغطرسة، رسالة تفيد بأن إرهاب الاحتلال الروسي وحليفه الأسد مستمر مهما سار الحل السياسي المزعوم في طرقات متعددة، وفي تأكيد واضح على أن “الدستور المزعوم” الذي يسعى “الضامنون” لتشكيله لن يحمي السوريين من بطـ.ش نظامهم وحلفائه.

أما داخلياً، فقد بدأ الصـ,دام الفعلي بين وفدي المعارضة ونظام الأسد منذ اللحظات الأولى لبدء العمل، حيث نشبت مشـ.اجرة بين وفد النظام ووفد المعارضة بسبب قيام وفد النظام بتمجيد جيش نظام الأسد وقـ,.تلاه باستمرار وبشكل متكرر، وتناقلت منصات التواصل مقطعاً مصوراً تم تسريبه من داخل الاجتماع يؤكد هذا الأمر.

إقرأ أيضاً: أكاديمي وباحث سوري يعلن انسحابه من اللجنة الدستورية لهذا السبب

وأظهر المقطع المسرب نشوب مشادة كلامية صاخبة بين أعضاء من كلا الوفدين على إثر تمجيد وتقديس “جيش نظام الأسد” ووصفه بصفات عظيمة لا تليق به إضافة لحديثهم عما أسموه “مكافحة الإرهاب والمجموعات المسلحة”، الأمر الذي استفز وفد المعارضة ودفعهم للرد على تشبيح وفد النظام.

وعلى إثر ذلك، تم تعليق أعمال اللجنة الدستورية السورية لمدة ساعة يوم أمس، بينما لم يكد يمضي يومان فقط على انطلاق أعمال اللجنة في مدينة جنيف السويسرية، وهو الأمر الذي كان دعاة اللجنة الدستورية من المجتمع الدولي يعلقون عليه آمالاً كبيرة.

إضافة لذلك، فقد أعلن أحد أعضاء اللجنة الدستورية من قائمة المجتمع المدني استقالته قبل يوم واحد من انطلاق أعمال اللجنة، وهذا العضو هو الأكاديمي والباحث والحقوقي السوري “نائل جرجس” الذي أعلن انسحابه من اللجنة الدستورية عبر منشور كتبه في حسابه الشخصي على موقع “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي.

إشادة، وقلق!

ويجري ذلك كله، بينما يشيد الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” باجتماع وفديّ المعارضة ونظام الأسد في اللجنة الدستورية بقوله: “كان أول اجتماع للجنة الدستورية أمس تاريخيا وأساسا للتقدم، آمل في أن يكون خطوة أولى باتجاه التوصل إلى حل سياسي ينهي هذا الفصل المأساوي من حياة الشعب السوري ويخلق الفرص لجميع السوريين للعودة إلى ديارهم بأمان وكرامة وإنهاء وضعهم كلاجئين”.

بينما أضاف غوتيريش بأنه لا يزال “قلقاً جداً حول الوضع في ادلب”، والتي تعتبر المعقل الأخير للمعارضة السورية ويعيش فيها نحو ثلاثة ملايين شخص نصفهم من النازحين من مناطق أخرى من البلاد، ولكن ما موقع “قلق” غوتيريش من الإعراب؟ والطيران الروسي لا يتوقف عن القصف؟

هذا وقد انطلقت أعمال اللجنة ظهر يوم الأربعاء الماضي خلال جلسة افتتاحية ترأسها المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا “غير بيدرسون”، وذلك بحضور الأعضاء المئة والخمسين للجنة، الممثلين بالتساوي لكل من النظام والمعارضة والمجتمع المدني.

رفض شعبي

ويُفترض أن تبدأ لجنة مصغرة مكونة من 45 عضواً موزعين بالتساوي بين الوفود الثلاثة عملها في مراجعة الدستور، ولن تكون مهمة اللجنة – التي لم تحدد الأمم المتحدة سقفاً زمنياً لعملها – مهمة سهلة، وذلك بإقرار الأمم المتحدة والوفود أنفسهم، وفي ظل تباين وجهات النظر بين نظام الأسد من جهة، والمعارضة من جهة أخرى، عدا عن الأصوات الرافضة أصلاً لتلك اللجنة.

بينما خرج السوريون يوم أمس في مظاهراتهم المعتادة في المناطق المحررة كل يوم جمعة، رافضين اللجنة الدستورية من الأساس، ومحتجين على طريقة تعاملها مع القضية السورية، بل ومعترضين على طريقة تعامل وفد المعارضة مع وفد النظام بشكل ودي لا يدين جرائم نظام الأسد وحلفاءه بحقهم، والتي لا تزال مستمرة إلى هذه اللحظة.

مدونة هادي العبد الله