تخطى إلى المحتوى

قيادية في المعارضة التركية تضع مقترحاً لحل ملف اللاجئين في تركيا

تحتار المعارضة التركية في كيفية إظهار قضية اللاجئين السوريين في تركيا على أنها أسّ المشاكل لبلادهم وسبب كل كـ.ارثة فيها! وطبعاً مع تكرار ذات الأسطوانة المشروخة في تحميل سبب تلك المشاكل – بما فيها مشاكل اللاجئين – للحكومة التركية الحالية، مع تأكيدهم – كالعادة – على ضرورة استعادة العلاقات مع نظام الأسد.

وفي آخر تلك المظاهر التي باتت مكشوفة ومملة، دعت “ميرال أكشينار” رئيسة حزب “الصالح” التركي المعارض للحوار المباشر مع نظام أسد، والضغط عليه لإصدار عفو خاص باللاجئين السوريين الخائـ.فين من العودة إلى بلادهم! ضمن ما توهمت بأنه الحل السحري الذي سيحل كل القضية السورية من الأساس!

وقالت أكشينار بأنها لا تحمل مشاعر حقد حيال اللاجئين السوريين، مؤكدة على أنّ إعادة اللاجئين لما أسمته بـ “المنطقة العازلة” سيكون أمراً صعباً على حد قولها، وقالت: “بحسب القوانين الدولية، لا يمكن فرض ضغوطات على اللاجئين من أجل العودة، ولذا من الضروري اتّباع سياسة الإقناع، واللاجئون لن يقبلوا بالعودة إلى المناطق التي يتم التخطيط لها”.

إقرأ أيضاً: مستشار الرئيس التركي ينـسف مؤتمر المعارضة التركية حول سوريا

ولفتت أكشينار إلى أنّ اللاجئين سيرغبون بالعودة إلى منازلهم ومدنهم التي أتوا منها، داعية الحكومة إلى التخلي عن الوساطة الروسية والأمريكية فيما يخص سوريا، والتوجه نحو الحوار مع نظام الأسد نفسه، وقالت: “يجب الضغط على الأسد لإصدار عفو، وذلك بهدف تأمين عودة اللاجئين السوريين إلى مدنهم بما يتوافق مع القوانين الدولية”.

وزعمت أكشينار بأن الأسد سيقبل بعودة اللاجئين إلى بلادهم، منوهة إلى أنّ السوريين تسببوا في تغيير ديموغرافي هائل في تركيا، وفاق عددهم تعداد سكّان بعض الولايات التركية مثل كلّس وشانلي اورفا وغازي عنتاب.

تصريحات عنصرية

ومن المعروف عن حزب الصالح – وهو حزب قومي يميني متشدد – رفضه للسياسة التي انتهجها حزب “العدالة والتنمية” الحاكم بخصوص اللاجئين السوريين، ويُعرف برفضه لقرار منح الجنسية الاستثنائية لمن يحمل الكفاءات منهم، ويعرف عن أعضائه ونوابه تصريحاتهم العنصرية الواضحة إزاء اللاجئين السوريين.

وكانت المعارضة التركية بزعامة حزب “الشعب الجمهوري” قد رعت خلال شهر أيلول سبتمبر الماضي مؤتمراً حول اللاجئين السوريين بعنوان “سوريا الباب المفتوح إلى السلام”، ودعت في بيانه الختامي لإنهاء الصراع وتأسيس السلام والاستقرار في سوريا، وحل قضية اللاجئين على أساس القانون الدولي وحقوق الإنسان.

ودعا البيان لإعادة “العلاقات التركية السورية” إلى مجراها بأسرع وقت ممكن، كما دعا المجتمع السوري لاتخاذ قرار حول مستقبل بلاده عبر المفاوضات بين مكوناته، ولفت البيان إلى أهمية تشجيع اللاجئين على العودة إلى بلادهم بشكل طوعي، وطالب البيان الدول الإقليمية التي لها يد بالصراع في سوريا بإنهاء الحرب وإحلال السلام في المنطقة، داعياً لتأسيس منظمة الشرق الأوسط للسلام والتعاون، والتي تضم تركيا وسوريا والعراق وإيران، من أجل إحلال سلام دائم في الشرق الأوسط.

دعوات للتطبيع

وكان من المقرر أن يحضر هذا المؤتمر وفد من نظام الأسد بدعوة من الحزب نفسه، إلا أن الحكومة التركية رفصت إعطاء أعضاء وفد الأسد تأشيرات لدخول البلاد، وبالتالي أحبطت مخطط المعارضة التركية للتقرب من نظام الأسد وشرعنته.

ومن المعروف عن زعيم حزب الشعب الجمهوري دعواته المتكررة للحكومة التركية وللرئيس التركي باستعادة العلاقات الطبيعية مع كل من نظام الأسد المجرم في سوريا، ونظام السيسي الانقلابي في مصر، مدعياً بأن قطع العلاقات معها كان “خطًأ كبيرًا” على حد قوله وتكراره دائماً.

مدونة هادي العبد الله