تخطى إلى المحتوى

الابن يبكي أمه! صورة تختزل معاناة وصمود المتظاهرين اللبنانيين

يبدو بأن مسلسل القمع والتشبيح آخذ بالانتشار ضد المظاهرات اللبنانية التي دخلت اسبوعها الثالث، حيث بدأت بعض الأجهزة الأمنية اللبنانية بقمع المتظاهرين والاعتداء عليهم في بعض المدن اللبنانية، عدا عن تشبيح ميليشيات “حزب الله” وحركة “أمل” اللذين يعلنون عدائهم الواضح للمتظاهرين منذ اليوم الأول.

وفي هذا السياق، انتشرت صورة محزنة لأحد المتظاهرين في مدينة صيدا اللبنانية اليوم، وهو يبكي ضاماً أمه إلى صدره، بعد تعرضها للضـ.رب من قبل أحد عناصر الأجهزة الأمنية اللبنانية، وذلك بعد محاولة أولئك العناصر فض اعتصام للمتظاهرين السلميين في صيدا.

حيث لاقت تلك الصورة تعاطفاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي، ولا سيما أن الضحية هذه المرة هي أمٌّ مسنّة، وتجددت الدعوات لمحاسبة مرتكبي أعمال كهذه من الأجهزة الأمنية، حيث يفترض أن يحمي الأمن المتظاهرين من الشبيحة، لا أن يشارك الشبيحة في قمع المتظاهرين.

إقرأ أيضاً : إرهاب “حزب الله” ضد السوريين يصل إلى مظاهرات لبنان والتشبيح لا يزال مستمراً

المتظاهر اللبناني يحتضن أمه بعد هجوم قوات الأمن عليها

وبالحديث عن التشبيح والشبيحة، تناقلت منصات التواصل الاجتماعي عدة مقاطع وصور تظهر شبيحة ميليشيا “حزب الله” الإيرانية في لبنان، وهم يطاردون متظاهرين لبنانيين ويشتـ.مونهم، وذلك في محاولة من الميليشيا لقمع المتظاهرين وطردهم من نقاط التظاهر، بينما ظهرت قوات الشرطة اللبنانية ضمن المقطع المصور وهي في حالة عـجز تام أمام شبيحة الميليشيا بكل أسف!

وخلال الأسبوع الماضي، تزايد نشاط شبيحة ميليشيا “حزب الله” وحركة “أمل” في الاعتداء على المتظاهرين اللبنانيين وتحطيم خيمهم ولوحاتهم، بل وحتى ضربهم وشتمهم والتطاول عليهم بعبارات طائفية، مدفوعين بتوجيه من قادتهم الموالين تماماً لإيران.

إرهاب بالجملة

ولم تكتف ميليشيا “حزب الله” الإيرانية اللبنانية بإرهاب السوريين وتهـ.ديدهم وتدمير حياتهم في سوريا فقط من خلال مشاركتها إلى جوار نظام الأسد في حربه الشعواء على الشعب السوري، بل يبدو بأن إرهابها ضد السورين تحديداً قد انتقل إلى الأراضي اللبنانية نفسها مؤخراً.

حيث تعرض الناشط السوري المقيم في لبنان “أحمد القصير” وزميله المصور “فادي قرقوز” لتهديدات بالقتل من قبل أنصار الميليشيا الطائفية، وذلك بسبب تغطيتهم للمظاهرات التي خرجت في مدينة طرابلس شمال لبنان منذ بدايتها، ونقلها إلى وسائل الإعلام ومواقع التواصل، وذلك في إطار عملهما الصحفي الاعتيادي.

وفي سياق متصل، وبينما قدم رئيس الحكومة اللبنانية “سعد الحريري” استقالته يوم الخميس الماضي، يستمر المتظاهرون اللبنانيون بالتظاهر حتى تشكيل حكومة جديدة مصغرة بوزراء بعيدين عن الطبقة السياسية، ومحاسبة الفاسدين واسترجاع الأموال المنهوبة، وعمد المتظاهرون في ساحة الشهداء إلى رفع مجسمات جديدة ترمز إلى “قبضة اليد” كرمز للاحتجاجات.

حكومة كفاءات

ويشهد لبنان، منذ 17 تشرين أول أكتوبر الماضي احتجاجات شعبية تطالب برحيل الحكومة، وتشكيل حكومة “تكنوقراط” من الكفاءات بدلاً منها مع إجراء انتخابات مبكرة، فضلًا عن استعادة الأموال المنهوبة ومكافحة الفساد المستشري ومحاسبة المفسدين.

كما تشهد المظاهرات اللبنانية تعاطفاً وتضامناً كبيراً بين المتظاهرين اللبنانيين والثورة السورية بكل رموزها وأهدافها وحتى هتافاتها وأغانيها، كما يبدي المتظاهرون تعاطفاً كبيراً مع اللاجئين السوريين في لبنان، والذين تعرضوا للعنصرية من بعض الأحزاب والشخصيات والأجهزة الإعلامية اللبنانية بشكل لم يعد من الممكن السكوت عنه، وهكذا يثبت الشعب اللبناني بالدليل القاطع نزاهة الثورة السورية ورمزيتها في وجدان الشعوب العربية أولاً، ومدى تكامل ثورات الشعوب العربية ووحدة أهدافها في إسقاط الطغاة والفاسدين ثانياً.

مدونة هادي العبد الله