تخطى إلى المحتوى

ويستمر التناقض! ميليشيات قسد تغازل نظام الأسد وتحيّي “شهداء الجيش السوري”!

لا تزال العلاقة المعقدة المتشابكة بين كل من نظام الأسد وميليشيات “قسد” مستمرة بين مدّ وجزر، وأخذ ورد، في ظل تناقضات عجيبة في مواقف كل من الطرفين، وبالأخص لدى ميليشيات “قسد” التي تنتقل من حضن إلى حضن، وتتقلب بين ألف وجه ووجه.

وفي مظهر جديد من مظاهر التناقض، تحاول ميليشيات “قسد” التقرب من نظام الأسد في سياق غزل مكشوف ونفاق واضح، إذ أصدر ما يسمى بـ “مجلس سوريا الديمقراطية” الذي يعتبر الجناح السياسي لميليشيات “قسد” بياناً أعلن فيه استعداده للتفاوض مع نظام الأسد.

وقالت الميليشيات في بيانها: “يعلن مجلس سوريا الديمقراطية مرة أخرى وكأكبر إطار تحالفي لقوى المعارضة الديمقراطية السورية استعداده للتفاوض مع الحكومة السورية، وقد تابعنا في مجلس سوريا الديمقراطية مقابلة الرئيس بشار الأسد التي أذيعت ليلة أول أمس، وبالرغم من عدم اتفاقنا مع العديد من المسائل التي طرحها بخاصة المتعلقة منها بشمال وشرقي سوريا، سوى أننا تلمسنا من خطابه عدم ممانعة في خوض عملية تفاوض حقيقية من أجل مواجهة الأخطار المحدقة والتهـ.ديدات بتقسيم سوريا واقتطاع أجزاء منها لصالح مرتزقة الفـ.اشي التركي”، على حد تعبيرهم.

إقرأ أيضاً : خريطة السيطرة العسكرية تتغير في رأس العين والإعلام الروسي يستبق الأحداث (فيديو)

وتابع البيان بقوله: “إن سوريا تتعرض هذه اللحظات لأكبر عملية تنـ.كيل ويتعرض شعبها لشتى صنوف القهر والتد مير، من أجل ذلك إن مجلس سوريا الديمقراطية مرة أخرى وعلى اعتباره أكبر إطار تحالفي لقوى المعارضة الديمقراطية في سوريا يعلن عن انفتاحه على تشكيل منصة معارضة سورية حقيقية تضم من هم خارج مجلس سوريا الديمقراطية، من داخل سوريا أو خارجها، ممن استبعد في عمليتي جنيف وآستانا أو تم تغييبه عن ما تسمى باللجنة الدستورية وجميع من أعلن أنه على علاقة بحل الأزمة السورية، وبدء التفاوض مع الحكومة السورية دون شروط مسبقة وفق ثوابت وطنية متفق عليها كل السوريين: وحدة سوريا وسلامة سيادتها وترابها”.

وأكملوا بالقول: “كما نؤكد بأن موقفنا من القضية التفاوضية مع الحكومة في دمشق ليس وليد اللحظة وهو ثابت منذ البداية الأولى للأزمة السورية. وإن تفاعلت دمشق مع موقفنا بإيجابية فإننا سنحترم ذلك ونعتبره خطوة لازمة لمقاومة شعبنا واستعداده لتحرير كل شبر من أرضنا”.

وتابع البيان قوله: “نعتبر التفاهم العسكري الذي جرى ما بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري، برعاية من موسكو، يمثل بداية بناء اجراءات الثقة التي نحتاجها لاستكمال تحرير أرضنا من المحتل التركي وصولا الى تحرير عفرين المقاومة، وبهذه المناسبة نحيي شهداء الجيش السوري الذين أريقت دماؤهم في الذود عن شمال سوريا واختلطت مع دماء قوات سوريا الديمقراطية بكردها وعربها وسريان آشورها، واخلاصاً لدماء الشهداء وانطلاقاً من مبادئنا فإن استعدادنا للتفاوض من شأنه أن يبطل كل فهم خاطئ وكل تضليل يزعم بأن الإدارة الذاتية هي تقسيم أو سعي للانفصال”.

تناقض عجيب!

وختم البيان بالقول: “إن قسد تمثل إرادة مواطنات ومواطني مكونات سوريا في شمالها وشرقها، وتجسد الإدارة الذاتية إدراك مكوناتها لسوريتهم وهي خطوة فارقة لتحقيقهم الانتماء إلى وطن واحد نعيش فيه بكرامة وسلام، وتحقيقا لذلك نعلن عن رغبتنا برعاية عربية أو دولية لعملية التفاوض حال حدوثها إلى جانب أي طرف آخر يعلن استعداده لذلك”.

ويأتي هذا البيان المتناقض بعد أن أعلنت ميليشيات “قسد” مؤخراً رفضها لدعوة نظام الأسد، والمتمثلة بانضمام عناصر ووحدات ميليشياتها بشكل فردي إلى جيشه، وطالبت وقتذاك بالتوصل إلى حل سياسي “يعترف بها ويحافظ على خصوصيتها” على حد تعبيرهم.

وحول فتح النظام باب “التسوية” أمام عناصر الميليشيات، ادعت الأخيرة بأن “أفرادها حاربوا تنظيم داعش دفاعاً عن سوريا والعالم، فهُم أبطال يستحقون الثناء والتكريم، وليس تسوية أوضاع ومراسيم عفو مثل تلك التي تصدر بحق المجرمين والإرهابيين”، على حد زعمها.

اتفاقيات متلاحقة

بينما قال القائد العام للميليشيات “مظلوم عبدي” بأن شكل وطريقة بيان وزارة الدفاع لدى نظام الأسد ودعوتها لعناصره بالانضمام بشكل فردي إليها “غير مرحب به”، داعياً إلى تقديم حل يحافظ على “خصوصية” ميليشياته في مناطق تواجدها وتكون من خلاله جزءاً من “المنظومة الدفاعية السورية” على حد قوله.

يشار إلى أن روسيا كانت قد نسقت في يوم الـ 12 من الشهر الجاري اجتماعاً هاماً بين كل من ميليشيات “قسد” ونظام الأسد في مطار القامشلي شمال محافظة الحسكة، وذلك رداً على انطلاق عملية “نبع السلام” التركية، وانسحاب قوات التحالف الدولي وتخليها عن دعم الميليشيات.

وبموجب الاتفاق تم السماح لنظام الأسد بالانتشار في جميع المدن الهامة والطرقات الرئيسية في مناطق شرقي الفرات بسوريا، إضافة لانتشاره في بعض المناطق على الحدود السورية التركية، وهو الأمر الذي رسخته الاتفاقية اللاحقة بين الطرفين التركي والروسي في سوتشي مؤخراً.

مدونة هادي العبد الله