تخطى إلى المحتوى

أهالي الرقة يخرجون في مظاهرات غاضـِبة رفضاً لدخول ميليشيات الأسد ويوجهون هذه الرسائل (فيديو)

بعد الاتفاقات المتتالية بين ميليشيات “قسد” ونظام الأسد، ولاحقاً بين تركيا وروسيا، والتي سمحت جميعاً لنظام الأسد بإعادة دخوله إلى عدة مناطق من شرق سوريا بعد فقدانه للسيطرة عليها منذ عام 2012، خرج المئات من أهالي مدينة الرقة شمال شرقي سوريا يوم السبت الماضي ضمن مظاهرة غاضـ.بة رفضاً لدخول نظام الأسد إلى مدينتهم.

ونقلت مصادر محلية بأن المظاهرة خرجت في شارع “تل أبيض” وسط مدينة الرقة، حيث أكد المتظاهرون تمسكهم بالثورة ومطلب إسقاط نظام الأسد، وأعلنوا رفضهم دخوله إلى المدينة بشكل قاطع، كما ردد المتظاهرون أهازيج ثورية وهتافات نددت بممارسات النظام وذكّرت بعدد من الضحـ.ايا الذين قضوا بسببه.

ومن العبارات التي هتف بها المتظاهرون: “الشعب يريد إسقاط النظام”، و”الرقة حرة حرة الأسد يطلع برا”، كما عبروا عن تضامنهم مع الثورتين العراقية واللبنانية ونددوا بممارسات الميليشيات الإيرانية الداعمة لنظام الأسد، والمعادية لكل ثورات الربيع العربي.

إقرأ أيضاً: هكذا استقبل أهالي مدينة الطبقة بريف الرقة جيش بشار الأسد (فيديو)

وكان مجموعة من أهالي مدينة “الطبقة” جنوبي الرقة قد استقبلوا ميليشيات نظام الأسد التي دخلت المدينة منذ أسبوعين بالشـ.تائم والهتافات الغاضبة والرجـ.م بالحجارة، بينما تداولت منصات التواصل مقطعاً مصوراً لشاب من أهالي المدينة وهو يسخر من عناصر ميليشيات الأسد أثناء عبورهم شوارع المدينة بشاحنات مخصصة لنقل الأغنام!

ويسجل الشاب الفيديو أثناء مرور عناصر الميليشيات بشاحنات الأغنام، قائلاً: “سيلفي والخرفان خلفي”، ثم يطالبهم بتقليد أصوات الخراف “قولوا ماع”! ويأتي الفيديو بعد يوم من فيديو مشابه يظهر مواجهة أهالي مدينة الطبقة لرتل عسكري لميليشيات الأسد وهو يدخل المنطقة بهتافات منددة بهم ومناهضة للأسد.

ومنذ ان دخلت قوات نظام الأسد خلال الأيام العشرة الأخيرة إلى مناطق شمال شرق سوريا، وهي تقوم بحملات من الاعتقالات الهمجية التعسفية، إضافة لعادتها في السلب والنهب وتعفيش ممتلكات المدنيين من سكان المنطقة، الأمر الذي يتخوف منه سكان باقي المدن في شرق سوريا والتي يخطط نظام الأسد لاقتحامها جميعاً.

اتفاقيات متلاحقة

ويأتي دخول نظام الأسد إلى شرق سوريا على ضوء اتفاق أبرمته ميليشيات “قسد” مع النظام، يقضي بتسهيل دخول الأخير إلى المناطق الحدودية مع تركيا لمواجهة تقدم عملية “نبع السلام” التي أطلقها الجيشان التركي و”الوطني السوري” ضد الميليشيات في وقت سابق.

وكانت وكالة “سبوتنيك” الروسية قد قالت بأن وفداً عسكريًا روسيًا قد وصل مساء يوم 12 من الشهر الماضي إلى مطار القامشلي الدولي الواقع تحت سيطرة نظام الأسد، في الوقت الذي وصل فيه وفد عن ميليشيات “قسد” إلى دمشق بهدف التوصل لاتفاق حول مناطق الشمال السوري التي تشهد تقدماً لقوات “نبع السلام”.

كما نشرت وزارة الدفاع الروسية عبر موقعها الرسمي خريطة تظهر توزع قوات الأسد في شرقي سوريا، حيث ستكون مدينة منبج شرقي محافظة حلب تحت سيطرة قوات الأسد، أما مدينة عين العرب فسيتم تسيير دوريات تركية روسية مشتركة فيها.

مصير شرق الفرات

ويأتي ذلك عقب الاتفاق التركي الروسي اللاحق الذي نص على سحب كل عناصر ميليشيات “قسد” من الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا بشكل كامل وبعمق 30 كيلومترًا، وذلك خلال 150 ساعة، إضافة إلى سحب أسلحتها من منبج وتل رفعت بريف حلب.

وجاء في الاتفاق أيضاً بند ينص على العمل على تسيير دوريات تركية روسية بعمق عشرة كيلومترات على طول الحدود، باستثناء القامشلي، مع الإبقاء على الوضع ما بين تل أبيض ورأس العين تحت سيطرة “الجيش الوطني السوري”، فيما يظل مصير باقي المناطق في الجزيرة السورية وشرقي الفرات مجهولاً، ومنوطاً باتفاقيات توزع القوى التي تتغير كل يوم.

مدونة هادي العبد الله