تخطى إلى المحتوى

لأول مرة نزع العلم الإيراني ورفع العلم العراقي فوق القنصلية الإيرانية في كربلاء (فيديو)

لا تزال مظاهرات العراق تثير إعجاب الأحرار في كل مكان في العالم، وتثبت أمام العالم أجمع بأن قيود الطـ.ائفية لن تحكم العراق بالرغم من كل التحيزات والأحكام المسبقة التي كسرها الشعب الثائر، وبشكل خاص أمام الجارة الفائقة الشر: إيران!

ففي سياق الغضب الشعبي في العراق من التغول والتدخل الإيراني في كل أوصال الدولة والأحزاب ضمن العراق، قام متظاهرون عراقيون بمهـ.اجمة مقر القنصلية الإيرانية في مدينة “كربلاء” جنوب البلاد ذات الأغلبية الشيعية.

حيث قام المتظاهرون برفع العلم العراقي فوق مقر القنصلية، بينما قاموا بتغيير اسم الشارع الذي تتواجد فيه القنصلية من “شارع الإمام الخميني” إلى “شارع شهداء ثورة تشرين” في إشارة منهم إلى الضحـ.ايا الذين سقـ.طوا من المتظاهرين العراقيين خلال الانتفاضة الأخيرة على يد الميليشيات وقوات الأمن العراقي.

إقرأ أيضاً : صور سليماني والخامنئي تحت أحذية المتظاهرين العراقيين (فيديو)

ووفقاً لصور تداولها ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي يوم أمس الأحد، يظهر المتظاهرون وهم يمسحون اسم شارع الإمام الخميني، ويعلّقون لافتات كتب عليها: “بأمر الشعب، شارع شهداء ثورة تشرين” كرفض قاطع لتغول إيران ومظاهرها الطائفية في حياة ووجدان الشعبي العراقي.

وقال أحد متظاهري كربلاء في تصريح لوكالة “الأناضول” التركية: “المئات من المتظاهرين احتشدوا مساء الأحد أمام مبنى القنصلية الإيرانية وسط كربلاء، ورفعوا العلم العراقي بمدخل القنصلية بعد أن تسلق عدد من المتظاهرين السياج الخارجي للمبنى”.

وتابع المتظاهر العراقي بقوله: “المتظاهرون لم يقتحموا المبنى، لكنهم هتفوا ضد تواجد البعثة الدبلوماسية الإيرانية في مدينة كربلاء، وطالبوهم بمغادرة المدينة” وفقاً للوكالة المذكورة.

مظاهر الغضب

ويوم أمس، تداولت منصات التواصل الاجتماعي يوم أمس تسجيلاً مصوراً يُظهر قيام متظاهرين عراقيين بضـ.رب صورة للمرشد الإيراني “علي خامنئي” وقائد ميليشيا “فيلق القدس” المدعو “قاسم سليماني” بالأحذية، وقام مصممو تلك الصور بتلطيخ وجه خامنئي وسليماني باللون الأحمر، وذلك في دلالة على تورطهما في د ماء الشعوب العربية ودور بلادهما الهدام في كل ثورات الربيع العربي واحتجاجات الشعوب، وكتب المتظاهرون على الصور: “إيران برة برة، العراق تبقى حرة”.

وتأتي هذه الأعمال الغاضبة من الشعب العراقي على وقع احتجاجات ضخمة تعم مدناً عراقية عدة منذ قرابة شهر، حيث يندد المتظاهرون بفساد الحكومة، ويقولون بأن إيران تُسيطر على مفاصل في الدولة العراقية وتدعم الميليشيات الطائفية فيها.

ويشهد العراق منذ 25 تشرين الأول أكتوبر 2019 موجة احتجاجات متصاعدة، وهي الموجة الثانية من نوعها بعد الموجة الأولى التي بدأت منذ شهر تقريباً، وتخللت الاحتجاجات أعمال عنـ.ف واسعة خلفت 260 قـ.تيلاً على الأقل منذ بدء الاحتجاجات، فضلاً عن آلاف الجـ.رحى في مواجهات بين المتظاهرين من جهة، وقوات الأمن ومسلـ.حي الميليشيات الطائفية المدعومة من إيران من جهة أخرى.

مطالب محقّة

وطالب المحتجون في البداية بتحسين الخدمات العامة، وتوفير فرص عمل، ومكافحة الفساد، قبل أن يرتفع سقف مطالبهم إلى إسقاط الحكومة، إثر استخدام الجيش وقوات الأمن العـ.نف المفرط بحقهم، وهو ما أقرت به الحكومة، ووعدت بمحاسبة المسؤولين عنه، ومنذ بدء الاحتجاجات، تبنت حكومة رئيس الوزراء الحالي “عادل عبد المهدي” عدة حزم إصلاحات في قطاعات متعددة، لكنها لم ترض المحتجين الذين يصرون على إسقاط الحكومة.

ويسود استياء واسع في البلاد من تعامل الحكومة مع الاحتجاجات، فيما يعتقد مراقبون أن موجة الاحتجاجات الجديدة ستشكل ضغوطاً متزايدة على حكومة عبد المهدي، وقد تؤدي في النهاية إلى الإطاحة بها، الأمر الذي تعمل إيران وأذرعها من الميليشيات على منعه مهما كلف الثمن.

مدونة هادي العبد الله