لا يزال التصعيد الروسي على مناطق محافظة إدلب مستمراً منذ يوم الأربعاء الماضي، وهو اليوم نفسه الذي انطلقت فيه أعمال اللجنة الدستورية في مدينة جنيف السويسرية، بينما عاد أهالي المحافظة المكتظة بالمدنيين ليعيشوا لحظات الرعب والخوف مجدداً، عقب وعود روسية كاذبة بوقف إطلاق النار، سرعان ما تتبدد دائماً لتكشف عن الوجه الروسي الدميم الملطخ بالد م والشر المطلق.
وفي حصيلة العدوان الروسي اليوم، سقط ثلاثة مدنيين شهداء في أطراف بلدة “معرشورين” بريف إدلب، بينما خرج مشفى الأطفال والنسائية عن الخدمة في قرية “شنان” في جبل الزاوية، وأصـ.يب الكادر التمريضي بجـ.روح.
إضافة لذلك، شن الطيران الحربي الروسي غارات على كل من بلدات “كفر سجنة، الركايا، المشيرفة، حزارين، الشيخ مصطفى، النقير” في ريف إدلب، كما تعرضت كل من بلدات “الشيخ سنديان، حلوز، مرعند” بريف جسر الشغور غربي ادلب إلى قصـ.ف من الطيران الروسي اليوم.
إقرأ أيضاً : أبو طه الذي أهان تمثال حافظ الأسد منذ ست سنوات يعود من جديد في مظاهرات الرقة
بينما لا تزال مدينة “جسر الشغور” تتعرض لقصف عنيف أيضاً من الطيران الروسي منذ ثلاثة أيام إلى هذه اللحظة، ومنذ يومين استهدف الطيران الحربي الروسي محيط المدينة، الأمر الذي أسقط ثلاثة مدنيين كضحايا لهذا الهجوم العدواني الذي يستهدف المدنيين دائماً بشكل واضح ومكشوف.
وقالت منظمة “الدفاع المدني” في المناطق المحررة عبر صفحتها الرسمية في موقع “فيسبوك” بأن عناصر الدفاع المدني قد قاموا بإخلاء عدة مدارس في بلدة “البشيرية” بالريف الشرقي لجسر الشغور يوم أمس، وذلك بعد إصابة طفل نتيجة غارة جوية من الطيران الحربي الروسي عليها.
محاولات للتقدم
ويترافق التصعيد الروسي على مناطق المدنيين في محافظة إدلب ومحيطها بمحاولات للتقدم على عدة جبهات، حيث أحبطت الفصائل الثورية يوم أمس محاولتي اقتحام على محور “إعجاز” بريف إدلب الشرقي، إضافة لمحور “الكبينة” بريف اللاذقية الشمالي، والذي يتعرض لقصف من الطيران الحربي والمروحي ومحاولات مستميتة للتقدم منذ قرابة أسبوعين.
وبالرغم من الهدنة التي أعلنتها روسيا منذ أواخر شهر آب أغسطس الماضي، والتي دعت فيها لوقف إطلاق النار لدى كل الجوانب، إلا أن منظمات سورية من بينها منظمة “الدفاع المدني” أحصوا ووثقوا خروقات يومية من جانب نظام الأسد وروسيا نفسها التي زعمت التزاماتها بوقف إطلاق النار ودعت إليه.
ومع بدء التصعيد الروسي الأخير، وثق الدفاع المدني منذ يوم الخميس الماضي مقتل 11 مدنياً بينهم نساء وأطفال ومتطوع في المنظمة، وإصابة 22 آخرين في محافظة إدلب، وذلك نتيجة القصف الجوي الروسي المتواصل على المنطقة، وبالترافق مع بدء أعمال اللجنة الدستورية السورية.
صمت مريب، وعملية سياسية فارغة!
وأثار هذا التصعيد غضباً شديداً لدى السوريين كونه يترافق مع أعمال اللجنة الدستورية، الأمر الذي يثبت مدى ضعف تلك اللجنة وخوائها وعدم ثقلها في ميزان الحل السياسي السوري، واستهانة الاحتلال الروسي بها وبأهدافها ومخرجاتها المستقبلية.
حيث انطلقت العديد من المظاهرات في مدينة إدلب السورية وعدد من المناطق الأخرى في الشمال السوري يوم الجمعة الماضي، وذلك تنديداً باللجنة الدستورية، وللتأكيد على إرادتهم في إسقاط نظام الأسد وداعميه وحلفائه بالرغم من كل تصعيدهم ومؤامراتهم.
ويجري التصعيد الأخير على إدلب وسط صمت دولي مريب، وانشغال تام بكل من ملفيّ “شرق الفرات” عسكرياً، و”اللجنة الدستورية” سياسياً، بينما يبقى مصير ثلاثة ملايين مدني في إدلب رهناً بمضاعفات هذين الملفين آنفي الذكر.