تخطى إلى المحتوى

الحكومة السورية المؤقتة ترفع طلباً للأمم المتحدة بخصوص إدلب

على وقع التصعيد الروسي الأسدي الذي بدأ منذ قرابة أسبوع بلا هوادة على مختلف مناطق محافظة إدلب ومحيطها، طالبت الحكومة السورية المؤقتة على لسان رئيسها “عبد الرحمن مصطفى” منظمة الأمم المتحدة بحماية أربعة ملايين من سكان محافظة إدلب جالسون تحت رحمة القصـ.ف الروسي والأسدي.

واتت تصريحات مصطفى خلال لقاء جمعه مع “أماندا روبرت” مسؤولة الملف السوري في الأمم المتحدة والوفد المرافق لها، وذلك في مقر الحكومة المؤقتة بمدينة غازي عنتاب التركية يوم أمس الثلاثاء.

وأكد مصطفى خلال اللقاء على ضرورة إيجاد حلّ عاجل لإيقاف القصـ.ف وحماية المدنيين، موضحاً أن الغالبية العظمى من سكان إدلب هم مدنيون قد هجّرهم نظام الأسد أكثر من مرة نتيجة النكبات التي حلّت بمدنهم وقراهم، حيث يتكرر مسلسل القصـ.ف الروسي على محافظة إدلب بشكل يومي، على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار المزعوم منذ 31 آب أغسطس الماضي.

إقرأ أيضاً: تصعيد روسي وأسدي كبير على مناطق ريف إدلب الطيران لايفارق السماء (فيديو)

وناقش الطرفان بحضور وزير الإدارة المحلية “محمد سعيد سليمان” ومديرِ العلاقات الخارجية في الحكومة “ياسر الحجي” دور الحكومة المؤقتة في إدارة مناطق شرق الفرات، حيث أكد مصطفى على أهمية دورها هناك وأنها شكّلت مجلساً محلياً لمدينة تل أبيض شمال الرقة، وفق صيغة توافقية بين سكان المدينة، كما أنشأت فرعاً للشرطة العسكرية هناك لضبط الأمن.

وأضاف مصطفى بأنه يَجري تأسيسُ شرطة مدنية وتشكيلُ محاكمَ مدنية وتفعيلُ القضاء، مشدداً على أن وزارةَ الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة جادةٌ في محاسبة أي مسيء، بينما شددت المسؤولة الأممية على أهمية الاستمرار في التواصل مع الحكومة السورية المؤقتة وتعزيز العلاقات منها.

المصادقة على التشكيلة الحالية

هذا وبعد مصادقة الائتلاف الوطني لقوى الثورة على التشكيلة الجديدة للحكومة السورية المؤقتة مطلع أيلول سبتمبر الماضي، أعلن رئيسها عبد الرحمن المصطفى عن خطط ومشاريع الحكومة المؤقتة في الشمال السوري خلال الفترة القادمة، مشيراً إلى أن أهم قرار ستقرّه سيكون توحيد الفصائل العسكرية، وهو الأمر الذي تم فعلاً في مطلع شهر تشرين الأول أكتوبر الماضي.

وكشف المصطفى عن أن حكومته ستعمل على توحيد التشكيلات العسكرية تحت ظل وزارة الدفاع وقيادة الأركان، ومتابعة بناء الجيش الوطني على أسس عسكرية مهنية سليمة، كما ستعمل على ضبط السلاح في المناطق المُحَرَّرة، وأوضح بأن إدارة جهاز الأمن والشرطة في مناطق الشمال سيكون من أولويات وزارة الداخلية، التي ستعمل على تحقيق السلم الأهلي والحد من العـ.نف ومكافحة الجـ.ريمة وضبط الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة.

وقال المصطفى بأن الحكومة قد أسست مجلساً للقضاء الأعلى وفعَّلت المحاكم، وتم تحديد النظام القانوني النافذ والجهاز القضائي المستقل، وأضاف بأن حكومته ستعمل على وضع برامج ناجحة في مجالي التعليم والصحة، لتحفز النازحين والمُهَجَّرين على العودة إلى مناطق سكنهم.

حكومة جديدة

وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة قد صادق على التشكيلة الجديدة لـلحكومة السورية المؤقتة التي قدمها رئيسها الحالي عبد الرحمن مصطفى، وتكوّنت التشكيلة الجديدة من سبع وزارات، والتشكيلة الجديدة للحكومة المؤقتة ستكون كالتالي: اللواء “سليم عمر إدريس” وزيراً للدفاع، العقيد “محي الدين هرموش” وزيراً للداخلية، السيد “عبد الله عبد السلام محمد” وزيراً للعدل، المهندس “محمد سعيد سليمان” وزيراً للإدارة المحلية، الدكتور “عبد الحكيم حسين المصري” وزيراً للمالية والاقتصاد، الدكتور مرام الشيخ مصطفى وزيراً للصحة، السيدة هدى العبسي وزيرة للتربية والتعليم.

وتأتي هذه الحكومة الجديدة بعد ثلاث سنوات من استمرار الحكومة السابقة التي ترأسها الدكتور “جواد أبو حطب” في تموز يوليو من عام 2016، شهدت خلالها الثورة تحولات هامة من حيث استفحال تقدم نظام الأسد وإعادة احتلاله لأجزاء كبيرة ومدن رئيسية من سوريا، وسط دعم روسي لا محدود، وصمت تام من المجتمع الدولي.

مدونة هادي العبد الله