تخطى إلى المحتوى

الرئيس الأمريكي يوافق على خطة عسكرية جديدة في شرق سوريا

يبدو بأن خروج القوات الأمريكية من الأراضي السورية بشكل كامل قد بات حلماً بعيد المنال لكل كارهي هذا التواجد الأمريكي، إذ وافق الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” على توسيع المهمة العسكرية للقوات الأمريكية في سوريا، بهدف حماية حقول النفط في المنطقة الشرقية منها.

وقالت وكالة “أسوشيتيد برس” عن مصادر لها اليوم، بأن ترامب قد ناقش مع مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية مسألة إبقاء قوات أمريكية في سوريا لحماية النفط شرقي سوريا، وأكدت الوكالة بأن ترامب قد وافق على الخطة الجديدة، والتي بموجبها ستحمي القوات الأمريكية مساحة كبيرة، تمتد على طول حوالي 145 كيلومترًا من دير الزور إلى الحسكة شمال شرقي سوريا.

ولم تحدد الوكالة عدد الجنود الأمريكيين المحتمل بقاؤهم في المنطقة، في حين رجح مسؤولون بأن يكون العدد الإجمالي 800 عسكري على الأقل، 200 منهم في قاعدة التنف الأمريكية عند مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، وقالت الوكالة بأن إبقاء القوات الأمريكية يثير أسئلة قانونية حول إمكانية توجيه ضربات لقوات نظام الأسد أو غيرها، في حال وجود تهديد من قبلها إذا حاولت السيطرة على حقول نفط في الأيام القادمة.

إقرأ أيضاً : مرشحة للرئاسة الأمريكية تكشف نوايا وخطط ترامب القادمة في سوريا

وكان الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” قد أكد يوم الجمعة الماضي أثناء خطاب مع أنصاره في ولاية “ميسيسيبي” الأمريكية رغبته في عودة الجنود الأمريكيين الموجودين في سوريا إلى منازلهم، لكنه استدرك بقوله: “لقد قمنا بتأمين حقول النفط، فأنا أحب النفط”! هكذا وبكل صراحة.

وجاء ذلك عقب تهديدات وجهها وزير الدفاع الأمريكي “مايك إسبر” أواخر الشهر الماضي إلى كل من روسيا ونظام الأسد بالتصدي لأي محاولة للسيطرة على حقول النفط من أي طرف كان، مؤكداً بأن الرد سيكون قاسياً مهما كانت طبيعة وجهة القوات التي ستحاول فعل ذلك.

غضب روسي

على الجانب الروسي، وإزاء هذه التصريحات الأمريكية (الصريحة جداً)، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي “سيرغي فيرشينين” بأن “النفط هو ملك للشعب السوري ويجب أن يدير موارده الطبيعية” على حد زعمه، وأكد بأن روسيا لا تنوي التعاون مع واشنطن حول مسألة تأمين مناطق إنتاج النفط في شمالي سوريا.

بينما قال الخبير العسكري “يوري نتكاشيف” في هذا الشأن بأن نظام الأسد يعارض مثل هذه الصيغة للتفاعل مع تلك المنطقة التي تسيطر عليها ميليشيات “قسد” بالتعاون مع الأمريكيين، لأن الولايات المتحدة تسيطر على ما يسمى بـ “الإدارة الذاتية”، وبمساعدة ميليشيات “قسد” يحتفظ الأمريكيون بجميع حقول النفط شرقي الفرات ولا يعتزمون تسليمها إلى نظام الأسد، وهناك عملياً نزاع عسكري بين النظام وميليشيات “قسد” في الأساس.

انتقال المواجهات

أما الخبير العسكري “فلاديمير بوبوف” فقد قال مكملاً في هذا الصدد بأن “ترامب بسحبه الجنود الأمريكيين من شمال سوريا، نجح في إشعال حرب بين الأتراك والأكراد، والأتراك والنظام السوري، وبين قسد وقوات النظام”، على حد قوله.

وتابع قائلاً: “الأكراد تحت حماية الشرطة الروسية لا يزالون في شمال البلاد، وما زالوا يأملون في استقلالهم الذاتي الذي تدافع عنه الولايات المتحدة بعدم السماح لدمشق في الوصول إلى ثروات ما وراء الفرات النفطية، وعليه، فإن فكرة اللجنة الدستورية السورية محكوم عليها بالفشل دون حل هذا التناقض”.

هذا وتثير قضية احتكار الأمريكيين للنفط السوري وبشكل علني غضب واستنكار الجانب الروسي الذي يسعى لاحتكار كل الثروات السورية لصالحه الخاص، بعد أن حصل على احتكار مطلق للغاز والفوسفات والموانئ البحرية والجوية، فيما يبدو بأن المعركة القادمة ستنتقل مما يسمى بـ “سوريا المفيدة” في الغرب، إلى سوريا “الأكثر فائدة على ما يبدو” في الشرق.

مدونة هادي العبد الله