تخطى إلى المحتوى

بحسب صحيفة روسية تركيا قد تشن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا

لا يزال الروس يستخدمون سياسة الكذب وتمويه الحقائق، وتصوير أنفسهم على أنهم حمائم السلام التي أتت إلى سوريا لمنع تشتتها وتمزقها وانهيارها، بينما يعمدون لتصوير القوى الأخرى في سوريا على أنها عناصر الشر، وسبب كل بلاء يعيشه السوريون منذ ثماني سنوات إلى اليوم.

ويحاول الروس – ضمن سياستهم الخبيـ.ثة – استمالة الجانب التركي قدر الإمكان في كل مجريات الأحداث السورية، وقد تمكنوا مؤخراً من كسبه إلى صفهم أيضاً بعد أن بات لهم موطئ قدم في مناطق شرقي الفرات إثر انسحاب قوات التحالف منها، فبدأوا كعادتهم سياسة الدس والكذب وتمويه الحقائق، لخلق أكبر تغيير ممكن لصالحهم وصالح حليفهم الوريث القاصر الرابض في دمشق.

وفي سياق هذا الأمر، كتبت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية مقالاً بعنوان “نزعة الأكراد الانفصالية يغذيها الأمريكيون والنفط”، وقال كاتب المقال “فلاديمير موخين” في هذا الشأن: “عاد أردوغان مرة أخرى إلى تهـ.ديد موسكو ودمشق بأن بلاده يمكن أن تبدأ عملية في سوريا إذا لم تبتعد القوات الكردية بمقدار 30 كيلومتر عن الحدود السورية التركية”.

إقرأ أيضاً : أردوغان يخاطب روسيا والولايات المتحدة بخصوص مدينتي منبج ورأس العين

وتابع الكاتب بقوله: “لدى أردوغان أسبابه لمثل هذه التصريحات، أولا وحدات حماية الشعب التي تضم تشكيلات من ميليشيات (قسد) تشن حرب عصابات ضد الأتراك، ثانياً، أطلقت دمشق مؤخراً مبادرة لضم قوات قسد إلى (القوات الحكومية) على الرغم من أن نشر نقاط (الجيش العربي السوري) وحرس الحدود السوري على الحدود مع تركيا يخضع كما هو معروف لسيطرة المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة، وبالطبع فمن غير المحتمل أن تسمح موسكو لقسد بدخول هذه المواقع، لكن يبدو أن أردوغان لا يثق في موسكو”.

بينما قال الخبير العسكري “يوري نتكاشيف” في هذا الشأن أيضاً: “معركة الزعيم التركي وحلفائه مع قوات (الحكومة السورية) تخدم رغبة أنقرة في الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي السورية، علما بأن قوات قسد لا تقبل أن يتم حلها، وتعتزم الدفاع في بنيتها الحالية عن الأراضي التي تسيطر عليها تحت رايات (الجيش العربي السوري)”، على حد تعبيره.

وأضاف الخبير الروسي بأن نظام الأسد يعارض مثل هذه الصيغة للتفاعل مع الأكراد، لأن الولايات المتحدة تسيطر على ما يسمى بـ “الإدارة الذاتية”، وبمساعدة ميليشيات “قسد” يحتفظ الأمريكيون بجميع حقول النفط شرقي الفرات ولا يعتزمون تسليمها إلى نظام الأسد، وهناك عملياً نزاع عسكري بين النظام وميليشيات “قسد” في الأساس.

مزاعم كاذبة

الخبير العسكري “فلاديمير بوبوف” قال مكملاً في هذا الصدد بأن “ترامب بسحبه الجنود الأمريكيين من شمال سوريا، نجح في إشعال حرب بين الأتراك والأكراد، والأتراك والنظام السوري، وبين قسد وقوات النظام”.

وتابع قائلاً: “الأكراد تحت حماية الشرطة الروسية لا يزالون في شمال البلاد، وما زالوا يأملون في استقلالهم الذاتي الذي تدافع عنه الولايات المتحدة بعدم السماح لدمشق في الوصول إلى ثروات ما وراء الفرات النفطية، وعليه، فإن فكرة اللجنة الدستورية السورية محكوم عليها بالفشل دون حل هذا التناقض”، على حد قوله.

وكان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قد احتج إزاء كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية قائلا يوم أمس: “رغم الاتفاقين المبرمين مع هاتين الدولتين، فإن الإرهابيين ما زالوا في مناطق سورية مثل تل رفعت ومنبج ورأس العين”.

تهديد بالتوسع

وقال الرئيس التركي: “نعلم بأنه مازال هناك إرهابيون داخل حدود المنطقة الآمنة التي حددناها، هذه المنطقة مازالت غير مطهرة من الإرهابيين”، وأكد أردوغان بأن تلك التنظيمات الإرهابية لازالت تواصل هجماتها على القوات التركية من خلف حدود المنطقة الآمنة شمالي سوريا.

وفي يوم الأربعاء الماضي، هدد الرئيس التركي بتوسيع المنطقة الآمنة في سوريا إذا تطلبت الضرورة ذلك، مؤكداً استعداد تركيا لإطلاق عملية عسكرية جديدة ضد الميليشيات الانفصالية، وأشار أردوغان إلى أن المعلومات المتوفرة لدى تركيا تفيد بأن عناصر ميليشيات “قسد” لم تنسحب بشكل كامل من المنطقة، خلافاً لما تم الاتفاق عليه مع كل من الولايات المتحدة وروسيا في هذا الصدد، وشدد على أن تركيا تحتفظ بحق استئناف عمليتها العسكرية “إذا تبين عدم إبعاد الإرهابيين إلى عمق 30 كيلومتراً أو إذا استمرت الهجمات من أي مكان كان”، وفقاً لتصريحه وقتذاك.

مدونة هادي العبد الله