تخطى إلى المحتوى

بعد عام على استقالته ديمستورا يكشف سبب تنحيه من الملف السوري ..ازدواجية واضحة

أثارت التصريحات التي أطلقها المبعوث الأممي السابق للملف السوري “ستيفان دي ميستورا” يوم أمس غضـ.ب واستنكار قسم كبير من الناشطين والثوار السوريين، والتي عبر من خلالها عن تناقض عجيب في المواقف والتصريحات، تلك التصريحات التي تناقضها افعاله السابقة بشكل واضح تماماً للعيان، بما يصل به إلى حد الكذب الواضح الصريح.

حيث تحدث دي ميستورا يوم أمس عن سبب استقالته من منصبه الذي شغله مدة أربعة أعوام، قائلًا بأنه قد أدرك فوز رأس النظام السوري “بشار الأسد” في “النزاع”، ولم يستطع تقبل مصافحته والاعتراف بفوزه.

ونقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية قوله في هذا الصدد: “لمَ رحلت العام الماضي؟ حسنًا، رسمياً حدث هذا لأسباب شخصية، وبشكل غير رسمي، لأنني شعرت بأن الحرب ميدانيًا اتجهت إلى نهايتها، ومع محاربتي لما حصل في حلب وإدلب ودرعا، لم يكن باستطاعتي أن اصافح يد الأسد قائلًا (معليش)” على حد تعبيره.

إقرأ أيضاً: فراس مصطفى طلاس يكشف دور والده في توريث بشار الأسد السلطة (فيديو)

وهذا ما أغضب الكثير من السوريين الذي يعون تماماً دور دي مستورا الهدّام خلال أربع سنوات مفصلية من عمر الثورة السورية، حيث كان له اليد الطولى في التغطية سياسياً على جرائم النظام وحلفائه، ومن ثم التسليم بسياسة الحصار والتسليم والتجويع التي اتبعها النظام ضد الثوار السوريين، وتشجيع أولئك الثوار على الاستسلام للأسد والرضوخ لمعاهدات مذلة معه! أما عن مسألة “مصافحة الأسد”، فحّدث ولا حرج!

فعلى الفور، وعقب تصريحات دي مستورا يوم أمس، امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بالعديد من الصور واضحة له وهو يصافح رأس النظام السوري ويبادله الابتسامات ويصغي إليه بكل احترام واهتمام، الأمر الذي ينسف ادعاءاته برفض مصافحة الأسد من الأساس.

مزاعم فارغة

واعتبر دي ميستورا بأن استنكاره الشخصي لدمار حلب وما قامت به الأمم المتحدة من إدخال قوافل المساعدة، قد يكون أنقذ قرابة 700 ألف شخص على حد ادعائه، إلا أنه تقبل خسارة القضية السورية وقال: “لم أتمكن من دفع نفسي صباحًا قائلًا (معليش)، لكن الحروب تُربح وتُخسر وهذه كانت قد خُسرت ميدانيًا”.

وأضاف بأن الاتفاق الأمريكي الروسي الذي توصل إليه وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” ووزير الخارجية الأمريكي وقتذاك “جون كيري” في آب أغسطس عام 2016، والذي تضمن تهدئة الحرب السورية، من خلال تعهد الروس بإيقاف الهجمات الجوية السورية وتعهد الأمريكيين بفصل “جبهة النصرة” عن المعارضة، كان سبب تقدم النظام عسكرياً.

وبرأي دي ميستورا، فقد كان التدخل الروسي حاسمًا في تقدم المحادثات، كونهم لا يريدون أن يعلقوا في ملف إعمار سوريا لوحدهم، والذي لا قدرة لهم عليه، على حد قوله، وعاد ليؤكد هذه النقطة بقوله: “إن كان الروس أذكياء فهم سيعملون على تمرير قضية الإعمار لأوروبا، التي أتوقع قبولها بالمهمة في حال توفر الاستقرار السياسي، فالبلد المدمر بإمكانه أن يمثل إرثًا ضخمًا”.

فشل ذريع

كما توقع أن تضغط روسيا على النظام لمنح الأكراد حق الحكم الذاتي في الشمال الشرقي لسوريا، واصفًا الوضع الحالي بأنه غير قابل للاستدامة، وأشار دي ميستورا إلى أن الشعب السوري “ذو كبرياء”، ولا يقبل أن يملي عليه أحد أجندات معينة، إلا أن النفوذ الروسي والتركي لا يمكن أن يغيب خارج الاجتماعات الدستورية، وفقاً لتصريحه.

ويعد “ستيفان دي ميستورا” الإيطالي هو ثالث المبعوثين الأمميين إلى سوريا منذ عام 2012، بعد الدبلوماسي الغيني “كوفي عنان” الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، والجزائري “الأخضر الإبراهيمي”، وتبعه النرويجي “غير بيدرسون” حالياً، وكان دي ميستورا قد بدأ مهامه كمبعوث أممي للشأن السوري في الفترة ما بين تموز يوليو 2014 إلى كانون الأول ديسمبر 2018، إلا أنه لم يحقق التقدم الذي كان منتظراً منه.

وتعرض دي ميستورا لانتقادات متعددة خلال فترة مهمته، ووُصفت سياساته بـ “العاجزة”، مع ما شهدته فترة وساطته من معارك ضمت مختلف الانتهاكات الإنسانية في حلب ودرعا وإدلب، ينما غادر منصبه في خضم المفاوضات المتعلقة باللجنة الدستورية، وعبّر خلال إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن في 20 من كانون الأول ديسمبر 2018 عن أسفه لعدم تمكنه من إنهاء المهمة وقتذاك.

مدونة هادي العبد الله