تخطى إلى المحتوى

تفاصيل الاتصال بين ترامب وأردوغان حول سوريا وشرق الفرات وملفات المنطقة

مع احتدام كل من الصراعين العسكري والسياسي على حد سواء في مناطق شرق الفرات بسوريا، ودخول قوى إقليمية ودولية كبرى في خضم هذا الصراع، تحاول تركيا التوفيق بين مصالحها من جهة، ومصالح كل من تلك القوى الكبرى في تلك المناطق، الأمر الذي يبدو بأنه من الصعوبة بحيث يدفع الرئيس التركي لجولات مكوكية مستمرة بين روسيا والولايات المتحدة في هذا الصدد.

فبعد أن أجرى كل من الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” ونظيره الأمريكي “دونالد ترامب” اتصالاً هاتفياً مساء أمس الأربعاء تناولا فيه آخر التطورات في سوريا، تم الاتفاق على زيارة سيقوم بها أردوغان إلى واشنطن يوم الأربعاء المقبل.

من جهته أكد ترامب بأن المحادثة الهاتفية مع أردوغان كانت “جيدة للغاية” بحسب تعبيره، معلناً عن زيارة الأخير للبيت الأبيض الأربعاء القادم، وجاء ذلك في تغريدة له على حسابه في موقع “تويتر” للتدوينات القصيرة، ذكر فيها بأن أردوغان قد أبلغه بأن القوات التركية تمكنت من أسر العديد من عناصر تنظيم “داعش” بمن فيهم زوجة وشقيقة زعيم التنظيم الأسبق “أبو بكر البغدادي”، والذي لقي حتفه في عملية لقوات التحالف أواخر الشهر الماضي.

إقرأ أيضاً : بحسب صحيفة روسية تركيا قد تشن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا

وذكر ترامب في تغريدة أخرى له بأنه قد تحدث مع الرئيس التركي عن العديد من المواضيع التي تخص سوريا، منها القضاء على “الإرهاب” وإنهاء ما وصفه بـ “العداوة مع الأكراد”، ونقلت وكالة “الأناضول” التركية عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية بأن الرئيسين قد بحثا خلال الاتصال الهاتفي القضايا الثنائية إلى جانب التطورات الإقليمية.

في سياق متصل، وافق الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” منذ يومين على توسيع المهمة العسكرية للقوات الأمريكية في سوريا، بهدف حماية حقول النفط في المنطقة الشرقية منها، حيث ناقش مع مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية مسألة إبقاء قوات أمريكية في سوريا لحماية النفط شرقي سوريا، موافقاً على خطة جديدة بموجبها ستحمي القوات الأمريكية مساحة كبيرة، تمتد على طول حوالي 145 كيلومترًا من دير الزور إلى الحسكة شمال شرقي سوريا.

الاحتفاظ بالنفط

وكان الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” قد أكد يوم الجمعة الماضي أثناء خطاب مع أنصاره في ولاية “ميسيسيبي” الأمريكية رغبته في عودة الجنود الأمريكيين الموجودين في سوريا إلى منازلهم، لكنه استدرك بقوله: “لقد قمنا بتأمين حقول النفط، فأنا أحب النفط”! هكذا وبكل صراحة.

وجاء ذلك عقب تهديدات وجهها وزير الدفاع الأمريكي “مايك إسبر” أواخر الشهر الماضي إلى كل من روسيا ونظام الأسد بالتصدي لأي محاولة للسيطرة على حقول النفط من أي طرف كان، مؤكداً بأن الرد سيكون قاسياً مهما كانت طبيعة وجهة القوات التي ستحاول فعل ذلك.

محاولات روسيّة

بالمقابل، تثير قضية احتكار الأمريكيين للنفط السوري وبشكل علني غضب واستنكار الجانب الروسي الذي يسعى لاحتكار كل الثروات السورية لصالحه الخاص، بعد أن حصل على احتكار مطلق للغاز والفوسفات والموانئ البحرية والجوية، فيما يبدو بأن المعركة القادمة ستنتقل مما يسمى بـ “سوريا المفيدة” في الغرب، إلى سوريا “الأكثر فائدة على ما يبدو” في الشرق.

وتسعى روسيا بالمقابل لاستمالة تركيا إلى صفها قدر الإمكان، حيث سارعت إلى توقيع معاهدة مع تركيا حول مناطق شرق الفرات مشابهة تماماً للمعاهدة التي وقعتها تركيا مع الولايات المتحدة في هذا الشأن، كما تحاول ان يكون لها اليد الطولى في مناطق شرقي الفرات في سوريا، وذلك بعد ان انسحبت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من معظمها.

مدونة هادي العبد الله