تخطى إلى المحتوى

ماموقف السوريون في تركيا في حال قامت تركيا بفتح حدودها لهم نحو أوربا

تستمر تهـ.ديدات المسؤولين الأتراك – وعلى رأسهم الرئيس التركي – بفتح الحدود نحو القارة الأوربية أمام جموع اللاجئين لينطلقوا إليها دون أي مانع أو حائل من قبل الدولة التركية التي تقف حارساً على حدود القارة برياً وبحرياً، ولكن ما هو الموقف الحقيقي للاجئين السوريين في تركيا من هذا الأمر؟ وهل ستندفع أعداد كبيرة منهم نحو أوربا في حال فتحت تركيا حدودها نحو أوربا؟

رئيس جمعية إغاثة اللاجئين السوريين في إزمير “محمد صالح علي” يجبب عن هذا التساؤل بأنه ليس كل السوريين المقيمين في تركيا ينتظرون من تركيا أن تفتح أبوابها أمامهم ليتوجهوا إلى أوروبا، وبالتالي لن يتوجه عدد ضخم منهم على أوربا فعلياً في حال تم فتح الحدود.

وأضاف علي في تصريح لإذاعة “صوت أمريكا” بفرعها التركي، بأنه في حال فتحت تركيا أبوابها، لا ننتظر موجة لجوء كبيرة شبيهة بالموجات التي حصلت خلال عام 2015، ففي الوقت الراهن الأوضاع في سوريا تتجه نحو الهدوء أكثر، ولذلك فاللاجئون لا يرغبون بالابتعاد إلى حد كبير عن بلادهم.

إقرأ أيضاً : نائب الرئيس التركي يحذر من موجة لجوء إلى تركيا ويلوح بفتح الحدود نحو أوربا

وقال بأن السبب الذي أسهم في تدفق اللاجئين خلال السنوات الأولى للحرب نحو أوروبا، هو الدعاية التي روّجت وصوّرت أوروبا وقتذاك على أنّها جنة، وقال: “رأينا بأن اللاجئين – كما عبّروا عن ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي – لم يعودوا ينظرون إلى أوروبا على أنّها جنة، ولا سيّما إذا أخذنا بعين الاعتبار اختلاف الثقافة والحياة الاجتماعية بيننا وبين الدول التي تمّ اللجوء إليها”.

وأكّد على أنّ اللاجئين الذين يتحمسون لفكرة أوروبا، هم اللاجئون الذين يعيشون في ظروف معيشية صعبة، وليس لديهم دخل شهري جيّد، موضحاً بقوله: “عودة اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا أيضاً خلال الوقت الراهن إلى شمال سوريا، ليس ضمن الاحتمالات المطروحة أيضاً”.

وقال علي بأن البعض من السوريين الذين يذهبون في عطلة الأعياد إلى بلادهم، يذهبون لزيارة عوائلهم، وفي الوقت نفسه لمعاينة الأوضاع المعيشية والمهنية، وكذلك البنية التحتية، مضيفاً بقوله: “بالنسبة إلى مناطق عملية نبع السلام، مثل رأس العين أو تل أبيض، لن يعود إليها سوى اللاجئين الذين أتوا من تلك المناطق، بينما لن يعود إلى تلك المناطق لاجئ أتى من دمشق أو حلب أو إدلب”.

تهديد مستمر

وكان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قد كرر تهديداته مراراً بفتح الحدود أمام اللاجئين السوريين باتجاه أوروبا، ما لم يتم تقديم مساعدات ومزيد من الدعم بشأن المنطقة الآمنة، وأعاد تهديداته مؤخراً بعد الاعتراضات الأوربية الأخيرة إزاء عملية “نبع السلام” التركية في شمال شرق سوريا.

وقال الرئيس التركي في مقابلة مع وكالة “رويترز” منذ قرابة شهرين، بأن المساعدات الغربية لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين في تركيا غير كافية وبطيئة للغاية، مشيراً إلى أن تركيا قد أنفقت إلى الآن 40 مليار دولار على اللاجئين، وتابع بقوله: “إذا لم يكن بمقدوركم قبول هذا الأمر سنفتح الأبواب، لندعهم يذهبوا من هناك لأي مكان يريدونه”، ويعني ذلك فتح الحدود أمام اللاجئين دون أي قيود أو محاسبة ليذهبوا باتجاه أي بلد يريدونه من البحر أو البر.

إدلب وشرق الفرات

وأشار أردوغان إلى أن إقامة منطقة آمنة بعمق 32 كيلومتراً في شمال شرق سوريا ستسمح للاجئين السوريين في تركيا “بالعودة إلى أرضهم وتسمح بالوفاء بكل احتياجاتهم من تعليم وصحة ومأوى، كما ستسمح لهم بالعيش في أرضهم والابتعاد عن حياة المخيمات ومدن الحاويات”، وقال الرئيس التركي بأن المساعدات المالية الغربية التي تتلقاها بلاده لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين في تركيا غير كافية للتخفيف من عبء استضافة 3.6 مليون لاجئ فروا لتركيا منذ اندلاع الحرب في 2011 في سوريا.

وتستمر منذ فترة سلسلة التهديدات التركية بشأن فتح الحدود البرية والبحرية أمام اللاجئين السوريين للعبور إلى القارة الأوربية العجوز، وذلك مع تزايد الضغط الداخلي لملف اللاجئين السوريين في تركيا من جهة، وازدياد ضغط ملفي المنطقة الآمنة وإدلب من جهة ثانية بكل ما قد يعنيانه من تعقيد لمسألة اللاجئين بالنسبة لتركيا داخلياً وخارجياً.

أورينت نت

مدونة هادي العبد الله