تخطى إلى المحتوى

نظام الأسد يدعي بأنه سيقوم بإصدار جواز سفر إلكتروني مطلع العام القادم

وكأن نظام الأسد قد نجح فعلاً بالانتصار على “المؤامرة الكونية”، وأعاد إعمار سوريا وألحقها بركب التطور والتقدم والحضارة الحديثة، ولم يعد ينقصه إلى أتمتة جوازات السفر السورية، وإصدار جوازات إلكترونية، وهو الأمر الذي صرحت حكومته منذ أيام بأنها ستقوم به قريباً جداً.

فقد صرحت وزارة الداخلية لدى نظام الأسد عن نيّتها إطلاق “جواز السفر السوري الإلكتروني” خلال العام القادم 2020، وذلك بعد تلقي عرض ثاني لإصدار الجواز بعد إخفاق العرض الأول قبل أشهر، وتحدث وزير الداخلية “محمد رحمون” عن ضرورة إنجاز هذا المشروع خلال العام القادم، مؤكداً بأنه لا يمكن اختراقه، بعد دراسة الأمور الفنية من كافة النواحي على حد زعمه.

وكانت وزارة الداخلية لدى نظام الأسد قد أعلنت في شهر شباط فبراير الماضي عن الانتهاء من دفتر الشروط الخاصة بمنح جواز السفر السوري الإلكتروني، معتبرةً بأن هذا الجواز بات مطلباً عالمياً على حد زعمها، بعد أن أصبح المواطن السوري عاجزاً على الدخول إلى أيّ بلد بجوازه العاديّ.

إقرأ أيضاً: رئيس حكومة الأسد يعلن إفلاس النظام وفراغ الخزينة

وكانت داخلية النظام قد ادعت في شهر نسيان أبريل من العام الماضي بأنها قد أطلقت “الجواز الإلكتروني” ليتمكن المواطن من الحصول عليه من منزله، عبر وسائل الاتصال المتوفرة بحسب زعمهم، ويأتي ذلك بالتعاون مع “وزارة الاتصالات والتقانة” و”مصرف سورية المركزي” وبدعم من حكومة النظام.

هذا ويعتبر جواز السفر السوري الأغلى كلفةً والأسوأ قيمةً على مستوى العالم، وذلك من حيث تكلفة الإصدار والتجديد، مقابل أنّه لا يخوّل حامله من دخول أي بلد في العالم بشكل مباشر وبدون “فيزا”، وتبلغ تكلفة الجواز في خارج سوريا نحو 300 دولار للعادي، و800 دولار للمستعجل، عدا عن الكلف الأخرى التي ترافق استصدار الجواز بما يجعل الكلفة الاجمالية أحياناً تتجاوز الألف دولار.

مؤامرة مع نظام عمان

ومؤخراً، ضجت منصات التواصل الاجتماعي بأخبار جديدة عن سفارة نظام الأسد في “مسقط” عاصمة سلطنة عمان، والتي قيل بأنها تشترط على السوريين التوقيع على أوراق “مصالحة” وتحمل مسؤولية دما ر سورية “للإرهابيين” مقابل إصدار جوازات سفر لهم، وقد أبلغت مصادر عديدة بأن عدة أشخاص سوريين بينهم نساء قد أتوا إلى سفارة النظام في مسقط بغية تجديد جوازات سفرهم أو إصدار جواز سفر جديد من السفارة هناك، إلا أن موظفي السفارة اشترطوا عليهم عدة شروط مقابل ذلك.

ومن أبرز تلك الشروط أن يمضوا على أوراق “مصالحة وتسوية” مع نظام الأسد وأنهم ضد “الإرهابيين” وليسوا على علاقة بهم بأي شكل من الأشكال، كما طالبوا من لديهم أقرباء من فصائل الثورة أو أشخاص فارقوا الحياة جراء عمليات النظام العسكرية بالاعتراف بأن “الإرهابين” هم السبب وراء مقتل أقربائهم.

ابتزاز مكشوف

وبحسب المصادر، فقد أكد موظفو السفارة هناك بأنه في حال امتناع المراجعين عن تنفيذ هذه الشروط المذكورة، فلن يتم منح تجديد لجواز سفرهم أو إصدار جواز جديد لهم على الإطلاق! ومن الجدير بالذكر أن العلاقات بين سلطنة عمان والنظام الأسدي لم تنقطع على الإطلاق خلال الثورة السورية بالرغم من كل جرائم نظام الأسد، ورغم العودة التدريجية لبعض الأنظمة العربية إلى “حضن” الأسد، إلا أن علاقة عمان بهذا النظام ستبقى هي الأثبت والأقوى، وهذا ما أكدته الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير خارجية السلطنة إلى دمشق مؤخراً منذ أشهر.

بينما بات نظام الأسد يستخدم جوازات السفر كوسيلة مفضلة لابتزاز السوريين المنتشرين في أنحاء العالم بالملايين، وذلك إن بالشروط القانونية التعجيزية، او بالكلف المالية الباهظة، حيث أصبح عائد جوازات السفر مصدراً هاماً للدخل لدى خزينة النظام الموشكة أصلاً على الانهيار التام.

مدونة هادي العبد الله