خلال مؤتمر صحفي عقده يوم أمس في العاصمة المجرية “بودابست”، قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” خلال المؤتمر الذي جمعه مع رئيس الوزراء المجري “فيكتور أوربان” بأن بعض “الشركاء الاستراتيجيين لتركيا” من الدول الغربية يتواصلون مع قيادات المنظمات التي تعتبرها تركيا “إرهابية” ويتضامنون معها، مؤكدًا على أنَّ هذا الأمر “يحزن تركيا” على حد وصفه.
كما هاجم الرئيس التركي دول الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أنَّ موقف الاتحاد الأوروبي تجاه تركيا في الآونة الأخيرة بعيد عن أن يكون موقفاً بنّاءً على حد تعبيره، منوهاً بأن بلاده تستضيف حاليًا نحو أربعة ملايين لاجئ، وأنَّ أعدادًا كبيرة منهم يمكنهم الهجرة إلى أوروبا، وذلك في سياق تهـ.ديده المستمر لأوروبا بفتح أبواب تركيا أمام اللاجئين للعبور إلى القارة العجوز.
وتبع الرئيس التركي بقوله: “سنستمر باستضافة السوريين سواء تلقينا دعمًا أو لا، ولكن سنضطر لفتح أبوابنا باتجاه أوروبا في حال لم يسر الأمر على ما يرام”، وحول المنطقة الآمنة المزمع إقامتها في شمال شرقي سوريا، أوضح أردوغان بأن الهدف منها هو ضمان عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، بحسب قوله.
إقرأ أيضاً : قائد ميليشيا قسد يعلن عن شروطه للاتفاق مع نظام الأسد بشكل نهائي
وحول تنظيم “داعش”، قال أردوغان بأن سلطات بلاده قد ألقت القبض على زوجة وشقيقة زعيم التنظيم الأسبق “أبو بكر البغدادي” بالإضافة إلى 13 شخصية من المقربين له، كما تم حظر دخول 76 ألف شخصاً من 151 دولة إلى تركيا، من المنتمين أو المتهمين بالتعامل مع التنظيم.
وقال الرئيس التركي بأنه لا يوجد فرق بين “مظلوم عبدي” القائد العام لميليشيا “قسد”، و”أبو بكر البغدادي” زعيم تنظيم “داعش”، مشيرًا إلى أنَّ الإرهاب لا ينتهي بقتل قادته على حد تعبيره.
بينما يستعد الرئيس التركي للتوجه إلى العاصمة الأمريكية واشنطن يوم الأربعاء المقبل، وذلك للقاء نظيره الأمريكي “دونالد ترامب”، والتباحث معه بشأن آخر مستجدات الوضع في مناطق شرق الفرات بسوريا ووضع ميليشيات “قسد” فيها، والتي لا زالت تحظى بدعم أمريكي مطلق.
لقاء مرتقب
فبعد أن أجرى كل من الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” ونظيره الأمريكي “دونالد ترامب” اتصالاً هاتفياً منذ يومين، تناولا فيه آخر التطورات في سوريا، تم الاتفاق على زيارة سيقوم بها أردوغان إلى واشنطن يوم الأربعاء المقبل.
من جهته أكد ترامب بأن المحادثة الهاتفية مع أردوغان كانت “جيدة للغاية” بحسب تعبيره، معلناً عن زيارة الأخير للبيت الأبيض الأربعاء القادم، وجاء ذلك في تغريدة له على حسابه في موقع “تويتر” للتدوينات القصيرة، ذكر فيها بأن أردوغان قد أبلغه بأن القوات التركية تمكنت من أسر العديد من عناصر تنظيم “داعش” بمن فيهم زوجة وشقيقة زعيم التنظيم الأسبق “أبو بكر البغدادي”، والذي لقي حتفه في عملية لقوات التحالف أواخر الشهر الماضي.
هل انسحبت “قسد” فعلاً؟
وذكر ترامب في تغريدة أخرى له بأنه قد تحدث مع الرئيس التركي عن العديد من المواضيع التي تخص سوريا، منها القضاء على “الإرهاب” وإنهاء ما وصفه بـ “العداوة مع الأكراد”، ونقلت وكالة “الأناضول” التركية عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية بأن الرئيسين قد بحثا خلال الاتصال الهاتفي القضايا الثنائية إلى جانب التطورات الإقليمية.
بالمقابل لا يزال الجانب التركي مصراً على أن ميليشيات “قسد” لم تنسحب بعد من كامل المناطق التي تم الاتفاق عليها بموجب اتفاقيتيه المتلاحقتين مع كل من الولايات المتحدة وروسيا على حدة، والتي نصت كلاهما على انسحاب الميليشيات بعيداً عن الحدود السورية التركية بعمق 32 كيلومتراً خلال مدد تراوحت بين 120 و150 ساعة، انتهت كلاهما دون أن يصادق الأتراك على خروج الميليشيات، بينما يؤكد الروس والأمريكيين خروجها جميعاً.