تنشب في مدينة حلب المحتلة بين الفينة والأخرى مواجهات بين أجهزة الأمن لدى نظام الأسد وبعض الميليشيات العاملة تحت مظلة النظام نفسه، او بين الميليشيات ذاتها بحسب ولاءات وأطماع كل واحدة منها، بينما تبقى سمة انعدام الأمن – المقصود والمتعمد – هي السائدة منذ أن أعادت قوات النظام والاحتلال الروسي احتلال تلك المدينة أواخر سنة 2016.
وبالرغم من الدعم الروسي لها على مدار العامين الماضيين، ومساعدتها في طرد الميليشيات الإيرانية من بعض أحياء مدينة حلب، اعتـ.قلت أجهزة الأمن لدى نظام الأسد قياديين جدد من الميليشيات، والمعروفين بولائهم المطلق للاحتلال الروسي، وذلك بعد أيام قليلة من اعتقـ.ال قياديين بارزين في مشهد وصفه كثيرون بأنه “بداية انقلاب لموسكو على حلفائها في المحافظة المحتلة”.
بينما تتزامن حملة الاعتـ.قالات في حلب هذه مع حملة مماثلة في اللاذقية، أدت لنشوب اشتباكات مسلحة بين ميليشيات وأمن النظام من جهة، وبين الميليشيات التي من المفترض أن تكون موالية لها من جهة أخرى، حيث أطلق نظام الأسد على تلك الحملة اسم “حملة ملاحقة المفسدين” الذين عاثوا في المحافظات السورية فساداً وتخـ.ريباً على حد زعمه، بينما هي حملة لتصفية الحسابات لا أكثر ولا أقل.
إقرأ أيضاً: دبكة وعتابا واستبدال للنشيد السوري بأغاني علي الديك في مدارس الأسد (فيديو)
وبحسب ما ذكر موقع “أورينت نت”، فقد أقدم نظام الأسد على اع.تقال أربعة قياديين من الميليشيات الموالية لموسكو بتهم شتى، من بينها التطاول على السيادة الوطنية والقيام بأعمال تخريبية تهدد الأمن المحلي والقيام بأعمال غير قانونية والتسلط على المدنيين، وغيرها من التهم التي اعتاد نظام أسد توجيهها لأي شخص يريد التخلص منه، بعد أن كان ينفذ كل ما سبق بعلم وبمباركة من النظام نفسه.
وقد شارك في تلك الحملة الأمنية نحو 500 عنصر من أفرع مختلفة على رأسها المخابرات الجوية والعسكرية ووحدات من حفظ النظام ومكافحة الإرهاب، وخلال الحملة تمت مداهمة منازل آل “بري” في حي المرجة بحلب، وتم اعتقال المدعو “وضاح الزين” وهو أحد القادة البارزين في الميليشيا التي سبق أن أعدمت فصائل الجيش الحر زعيمها الأكبر “زينو بري” رمياً بالرصاص قبل سنوات بعد مساهمته وجماعته باعتقال وخطف وقتل المتظاهرين من جامعة حلب.
اعتقالات بالجملة
كما تم خلال الحملة اعتقال “إبراهيم الجاموس” في حي الفردوس القيادي البارز أيضاً في ميليشيا العساسنة، والذي يعد القيادي الثاني فيها ممن تم اعتقالهم خلال أقل من شهر، مشيرة إلى أن عمليات الاعتقال شهدت ممانعة من جماعات القادة المعتقلين، فيما شهد بعضها اشتباكاً مسلحاً أيضاً.
وبحسب الموقع المذكور، فإن ثالث المعتقلين كان “محمد ديري”، وهو قيادي سابق في ميليشيا الدفاع الوطني ومتزعم لإحدى مجموعات آل “ديري” في حلب، حيث شهد اعتقال الأخير اشتباكاً بين مخابرات النظام ومرافقة الديري، ودامت لنحو ساعة في حي حلب الجديدة، وانتهت باعتقال ديري مع جميع مرافقيه بمن فيهم ممن أصيبوا خلال الاشتباك، فيما كان القيادي الرابع “عبدو الماردلي” الذي يعد أحد أكثر القادة إجراماً في تاريخ حلب، وقد تم اعتقاله بعد مداهمة منزله في حي سيف الدولة، حيث ساهم الأخير خلال سنوات الثورة الأولى بقتل المتظاهرين والتصويب إلى رؤوسهم وخطف بعضهم من الأثرياء ومطالبتهم بفديات ضخمة.
أوامر من روسيا
وذكرت المصادر بأن جميع من تم اعتقالهم تم اقتيادهم إلى جهة غير معروفة، وأن الضباط المشرفين على الحملة معظمهم من الطائفة العلوية وينحدرون من الساحل السوري بين عقيد وعميد ركن، حيث تم وضع المعتقلين في سيارات جيب مغلقة وتم اقتيادهم إلى مكان مجهول حتى اللحظة.
ويرجح بأن تلك الحملة الأخيرة في المدينة المحتلة قد أتت بأوامر روسية عليا طالت جميع الميليشيات حتى الموالية منها لروسيا، وذلك ضمن خطة روسيا لضبط الأوضاع الأمنية وتهيئة الجو للعملية السياسية وإعادة الإعمار، بهدف تشجيع أكبر عدد من الدول – وأولها دول الخليج العربي – على المشاركة في عملية إعادة الإعمار لسوريا.