لا يزال الجانب التركي مصراً على أن ميليشيات “قسد” لم تنسحب بعد من حدود “المنطقة الآمنة” المتفق عليها مع الجانبين الأمريكي والروسي في هذا الصدد، ويدعم الأتراك هذا الموقف بمعلومات ميدانية واستخباراتية، ودلائل على اعتداءات متكررة من الميليشيات ضد القوات التركية المتمركزة في المنطقة.
وفي هذا الشأن، قال وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار” بأن التنظيمات المشكلة لميليشيات “قسد” الإرهابية قد انتهكت الاتفاقات المبرمة مع كل من الولايات المتحدة وروسيا، ولم تنسحب بعد من المنطقة المتفق عليها في هذا الشأن.
وقال الوزير بأن بلاده قد تعاونت مع الولايات المتحدة على الصعيدين العسكري والاستخباراتي في العملية التي أسفرت عن القضاء على زعيم تنظيم “داعش” الأسبق المدعو “أبو بكر البغدادي”، كما قامت باعتقال كل من شقيقته وزوجته بما يسهم في جمع معلومات أكبر عن هذا التنظيم.
إقرأ أيضاً: تصريحات هامة للرئيس التركي بعد انتهاء المهلة لانسحاب ميليشيات قسد من المنطقة الآمنة
وكان أكار قد دعا خلال خطاب ألقاه أمام القوات التركية المتواجدة في مدينة “تل أبيض” شمالي محافظة الرقة السورية خلال الأسبوع الماضي جميع قوات بلاده للتأهب والجاهزية التامة استعداداً لاحتمالية استئناف العمل العسكري في أية لحظة، وذلك في رد على عدم التزام ميليشيا “قسد” بالاتفاقات المبرمة للانسحاب.
وقال أكار في سياق خطابه امام القادة والجنود: “لم تستتب الأمور بعد هنا، ويمكن أن يحدث أي شيء في أي لحظة، وعليه ليكن الجميع على أهبة الاستعداد”، ولفت أكار إلى حساسية المرحلة الراهنة، مبيناً بأن القوات المسلحة تقوم بواجبها في حماية أمن الحدود والمواطنين على أكمل وجه، وأكد أن الغاية الأساسية من تواجد القوات التركية في سوريا هي توفير أمن الحدود وسلامة المواطنين الأتراك القاطنين في المناطق الحدودية وعدم السماح بتأسيس ممر إرهابي في الشمال السوري.
وأضاف أكار بأن تركيا تسعى أيضاً إلى توفير الأمن للسوريين، وإتاحة فرصة العودة الطوعية لهم إلى ديارهم، كما جدد تأكيده بأن القوات التركية تستهدف الإرهابيين فقط، وأن تركيا ليست لديها أي مشاكل مع شرائح المجتمع السوري كافة.
دحض المزاعم
وتابع في هذا السياق قائلاً: “عدم رؤية كفاح تركيا ضد داعش جهل وعمى بصيرة بكل معنى الكلمة”، وتطرق أكار إلى مزاعم الإعلام الغربي حول استخدام القوات التركية لأسلحة كيميائية في سوريا، فقال: “خزائننا خالية تماما من هذه الأسلحة، ولا نمتلك منصات لإطلاقها”.
وفي ذات السياق، كان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قد أعلن يوم أمس عن عزم بلاده توسيع مساحة المنطقة الآمنة في سوريا إذا لزم الأمر، وذلك في خطاب ألقاه أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بالعاصمة أنقرة.
وقال أردوغان: “سنرد بأشد الطرق على الهجمات التي قد تأتي من خارج المنطقة الآمنة، وإذا استدعى الأمر سنعمل على توسيع مساحة المنطقة الآمنة”، مضيفاً: “نحتفظ بحقنا في تنفيذ عمليتنا العسكرية بأنفسنا إذا تبيّن لنا عدم إبعاد الإرهابيين إلى خارج عمق 30 كيلومترا أو إذا استمرت الهجمات من أي مكان كان”.
لقاءات دولية
وقد أكد الرئيس التركي على هذه التصريحات خلال لقاءه يوم أمس برئيس الوزراء المجري في العاصمة المجرية، وأكد على هذا أيضاً خلال اتصاله مع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” منذ يومين، بالرغم من أن ترامب قد أكد بأن اتصاله مع اردوغان كان بناءً جداً على حد قوله.
بينما يستعد أردوغان للتوجه إلى العاصمة الأمريكية واشنطن يوم الأربعاء المقبل، وذلك للقاء نظيره الأمريكي ترامب، والتباحث معه بشأن آخر مستجدات الوضع في مناطق شرق الفرات بسوريا ووضع ميليشيات “قسد” فيها، والتي لا زالت تحظى بدعم أمريكي مطلق، وتتملص من كافة التزاماتها.