تخطى إلى المحتوى

منظمات عالمية تحذر من الشتاء القادم على مخيمات اللاجئين السوريين

تتكرر مأساة اللاجئين السوريين المشردين في المخيمات المختلفة المقامة في مختلف الدول المحيطة بسوريا في كل عام عند بداية قدوم فصل الشتاء، بكل ما يعنيه ذلك من برد ودرجات حرارة متدنية وأمطار وثلوج وفيضانات وسيول، إضافة لما يتطلبه فصل الشتاء اساساً من تجهيزات إضافية تتمثل في الملابس والبطانيات والأغطية ووقود التدفئة، بل وسائل التدفئة ذاتها ومدى أمانها وملائمتها مع المخيمات.

وفي هذا الصدد، حذرت منظمة “كير” الإنسانية العالمية من خـ.طر اقتراب فصل الشتاء على النازحين القاطنين في مناطق شمال شرق سوريا بالتحديد، مؤكدة بأن عشرات الآلاف من النازحين يواجهون ظروفاً إنسانية صعبة وبحاجة إلى تقديم المساعدة لهم، مع استمرار نزوح أكثر من 100 ألف شخص من المنطقة.

وقال مدير المنظمة في سوريا “ألكسندر ميلوتينوفيك” في هذا الشأن: “الكثير من هذه الأماكن التي يحتمي بها الناس هي عبارة عن مدارس قديمة غير مؤهلة لاستضافة العائلات النازحة”، مشيراً إلى أن الأبواب والنوافذ محطمة بشكل كامل ولا يوجد ما يحمي هؤلاء الناس من فصل الشتاء”.

إقرأ أيضاً: معاناة المدنيين الفارين من مناطق داعش إلى مخيمات قسد

وأوضح ميلوتينوفيك بأن ما يزيد على 15 ألفاً من النازحين لا يتملكون إلا الملابس التي يرتدونها، وأحياناً يحملون بعض المال الذي لا يكفي لتأمين طعامهم لبضعة أيام، لافتاً إلى أن سبب تدفق النازحين يعود إلى نقص الأماكن المتاحة للاستئجار، وارتفاع أسعارها، إضافةً إلى معاناة الملاجئ الجماعية من نقص العناية وسوء تمديدات الماء والصرف الصحي.

وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قد قدرت الشهر الماضي حاجتها لمبلغ 13.5 مليون دولار إضافي لتغطية نشاطاتها في مناطق شمال شرق سوريا فقط، والتي تشهد اكتظاظاً استثنائياً من اللاجئين منذ بدء الحرب ضد تنظيم “داعش” منذ قرابة أربع سنوات، مع استمرار الحروب والصراعات في تلك المنطقة المشتعلة.

منحة ضخمة

وفي سياق مشابه، نقلت مصادر عن المفوضية الأوربية في تركيا بأن الاتحاد الأوربي قد أقر مشروع قرار يقضي بتخصيص 500 مليون يورو كبدل نقدي سوف يتم صرفه للاجئين السوريين وغير السوريين المتواجدين في تركيا، وبحسب المبادرة الجديدة، سيتم صرف “أكبر منحة إنسانية في العالم” إلى كل من الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، للإشراف على مشروع صرف بدل نقدي لحوالي 1.6 مليون لاجئ في تركيا معظمهم من السوريين، ويشكل الأطفال منهم نسبة 61%. ومن المقرر أن يتم العمل على المبادرة الجديدة في نيسان أبريل من العام القادم.

وتم إطلاق هذا المشروع الجديد تحت عنوان “شبكة الأمان الاجتماعي للحالات الطارئة”، حيث وقع الاختيار على كل من الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، بعد الإعلان عن مناقصة بدأت في كانون الثاني يناير الماضي، كما شارك في المناقصة كل من البنك الدولي وبرنامج الأغذية العالمي.

الحاجة إلى استجابة سريعة

وتعتبر هذه المنحة أكبر منحة إنسانية في العالم، وتمثل حوالي ثلث ميزانية المساعدات العالمية الطارئة والتي وصلت في 2019 إلى مبلغ 1.6 مليار دولار، وكانت المفوضية قد تعرضت لنقد شديد بعد التدقيق بمنحة 2018، بسبب الإنفاق الزائد على المنحة.

ويأمل الإتحاد الأوربي عبر تقديم المساعدات إلى تركيا في وقف تدفق اللاجئين السوريين وغيرهم، خصوصاً بعد الأحداث التي شهدتها دول الاتحاد والتي تم ربطها كنتيجة مباشرة لتدفق اللاجئين في 2015، والتي كانت أكبر موجة هجرة تشهدها أوروبا منذ عشرات السنين، بينما تبقى مشكلة مخيمات اللاجئين على الحدود السورية هي الأكبر والأكثر إلحاحاً، والت تحتاج إلى استجابة سريعة بحسب متغيرات ظروف الصراع الدائر على الأرض.

مدونة هادي العبد الله