بعد التصعيد الروسي الأسدي الأخير ضد محافظة إدلب السورية منذ عشرة أيام تقريباً، أدانت وزارة الخارجية الأمريكية كافة الضـ.ربات الجوية التي تقوم بها روسيا مع نظام الأسد ضد مستشفيات ومنشآت مدنية في محافظة إدلب، وذلك ظل تصاعد القـ.صف الجوي على المنطقة، واستهداف البنية السكنية والمرافق الطبية والتابعة للدفاع المدني بشكل متعمد وواضح.
وفي هذا الصدد، قالت “مورجان أورتاجوس” المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم أمس الجمعة بأن بلادها “تندد بقوة بالضـ.ربات الجوية التي شنتها قوات الأسد على مستشفيات وبنية تحتية مدنية في شمال غرب سوريا”.
وتابعت أورتاجوس بالقول: “الهجمات التي وقعت خلال الساعات الـ 48 ساعة الماضية أصـ.ابت مدرسة ومستشفى للولادة ومنازل، مما أسفر عن استشهاد 12 شخصا وإصـ.ابة قرابة 40، وجميع الحـ.وادث التي جرى الإبلاغ عنها مؤخراً تعكس نهج هجـ.مات موثقة ضد المدنيين والبنية التحتية من جانب قوات الأسد”.
هيئة التفاوض واللجنة الدستورية يرفعان طلباً للمبعوث الدولي والأمم المتحدة بخصوص إدلبإقرأ أيضاً :
وفي السياق ذاته، قالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم أمس بأن أكثر من 60 منشأة طبية في محافظة إدلب قد تعرضت لقـ.صف على مدى الشهور الستة الماضية، أربع منها خلال الأسبوع الحالي، لافتةً إلى أن هذه المنشآت قد استهدفت عن عمد.
وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان “روبرت كولفيل” خلال إفادة صحفية في جنيف: “لا يمكننا تحديد إن كان كل هجوم على حدة متعمداً، لكن النطاق الكبير لهذه الهجـ.مات، يشير بقوة إلى أن قوات تابعة للحكومة قد استهدفت المنشآت الطبية بهذه الضـ.ربات عمداً، على الأقل على نحو جزئي إن لم يكن كلياً”.
ممارسات مقصودة
وتابع بقوله: “لا يمكن أن تكون جميعها حوادث، وإذا تبين بأن أياً من هذه الهجمات أو بعضها كان متعمداً، فإنها سترقى إلى جـ.رائم حرب”، مؤكداً ورود تقارير أفادت بتعرض مستشفى كفر نبل لأضرار في السادس من الشهر الجاري، وكان هذا المستشفى قد تعرض للقصـ.ف أيضاً في كل من أيار وتموز الماضيين، كما تعرض مستشفى “الإخلاص” في جنوب إدلب لضـ.ربتين جويتين، الأمر الذي أخرجه من الخدمة.
كما تتعرض مدينة “جسر الشغور” ومحيطها في ريف إدلب الغربي بالذات إلى حملة قصـ.ف في الأيام القليلة الماضية، موقعة عدداً كبيراً من الضـ.حايا المدنيين بين قتـ.يل وجريح، وقد أحصى الدفاع المدني استشهاد 15 شخصاً وإصابة 30 خلال يوم الأربعاء الماضي فقط.
يأتي كل ذلك ذلك في ظل تصعيد جوي وصاروخي على مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي والغربي من قبل نظام الأسد والاحتلال الروسي، بتزامن مريب مع انعقاد اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جنيف بين أطراف المعارضة والنظام، وبرعاية الأمم المتحدة التي لم تستطع وقف القصف عن المدنيين، الأمر الذي يضع الجميع أمام تساؤلات مقلقة حول جدوى تلك اللجنة أساساً.