في كلمة له يوم أمس الجمعة، وخلال مشاركته في افتتاح فعاليات أسبوع المولد النبوي الشريف بمدينة إسطنبول، أكد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بأن تركيا لن تصغي مطلقا للدعوات التي تطالب بترحيل السوريين.
وقال الرئيس التركي في هذا الشأن: “لن نصغي بتاتا لمن يقولون: ليرحل السوريون”، وأضاف بقوله: “إخواننا السوريين سيعودون إلى منازلهم ومناطقهم حال استقرار الأوضاع فيها”، على حد قوله.
وأكد أردوغان بأن تركيا لن ترحل السوريين ليلاقوا مصيرهم تحت القصف، وقال: “المسلمون اليوم يعيشون أياما عصيبة في فترة أُسرت فيها قلوبهم وعقولهم من قبل الفتنة الطائفية والتعصب للعرق واللون واللغة والقبيلة”.
إقرأ أيضاً: تصريحات للرئيس التركي حول السوريين في تركيا وفتح الحدود نحو أوربا
وقال أردوغان بأن حرية المسلمين اليوم في الدول الأكثر ديمقراطية تتعرض للتضييق، محذراً من أن الحضارة الإسلامية “تتعرض على ما يبدو إلى إبادة ثقافية من قبل مجاميع إرهابية مثل (داعش) و(بوكو حرام) و(حركة الشباب) و(غولن) و(بي كا كا) و(ي ب ك) من جهة، ومن جهة أخرى تمزق جسدها براثن الجهل والتعصب المذهبي”، على حد تعبيره.
وتمنى الرئيس التركي من الله أن يمد يد العون للقوات المسلحة التركية وللجيش الوطني السوري اللذين يخوضان معركة كبيرة ضد الإرهاب في سوريا، ودعا بالرحمة للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم، مقدما الشكر باسمه وباسم الشعب التركي لجنود بلاده.
وكان الرئيس التركي قد قال خلال المؤتمر الذي جمعه يوم أمس مع رئيس الوزراء المجري “فيكتور أوربان” بأن بعض “الشركاء الاستراتيجيين لتركيا” من الدول الغربية يتواصلون مع قيادات المنظمات التي تعتبرها تركيا “إرهابية” ويتضامنون معها، مؤكدًا على أنَّ هذا الأمر “يحزن تركيا” على حد وصفه.
استنكار للموقف الأوروبي
كما شجب الرئيس التركي مواقف دول الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أنَّ موقف الاتحاد الأوروبي تجاه تركيا في الآونة الأخيرة بعيد عن أن يكون موقفاً بنّاءً على حد تعبيره، منوهاً بأن بلاده تستضيف حاليًا نحو أربعة ملايين لاجئ، وأنَّ أعدادًا كبيرة منهم يمكنهم الهجرة إلى أوروبا، وذلك في سياق تهديده المستمر لأوروبا بفتح أبواب تركيا أمام اللاجئين للعبور إلى القارة العجوز.
وقال أردوغان: “سنستمر باستضافة السوريين سواء تلقينا دعمًا أو لا، ولكن سنضطر لفتح أبوابنا باتجاه أوروبا في حال لم يسر الأمر على ما يرام”، وحول المنطقة الآمنة المزمع إقامتها في شمال شرقي سوريا، أوضح أردوغان بأن الهدف منها هو ضمان عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، بحسب قوله.
فلول داعش
وحول تنظيم “داعش”، قال أردوغان بأن سلطات بلاده قد ألقت القبض على زوجة وشقيقة زعيم التنظيم الأسبق “أبو بكر البغدادي” بالإضافة إلى 13 شخصية من المقربين له، كما تم حظر دخول 76 ألف شخصاً من 151 دولة إلى تركيا، من المنتمين أو المتهمين بالتعامل مع التنظيم.
وقال الرئيس التركي بأنه لا يوجد فرق بين “مظلوم عبدي” القائد العام لميليشيا “قسد”، و”أبو بكر البغدادي” زعيم تنظيم “داعش”، مشيرًا إلى أنَّ الإرهاب لا ينتهي بقتل قادته على حد تعبيره.
هذا ويستعد الرئيس التركي للتوجه إلى العاصمة الأمريكية واشنطن يوم الأربعاء المقبل، وذلك للقاء نظيره الأمريكي “دونالد ترامب”، والتباحث معه بشأن آخر مستجدات الوضع في مناطق شرق الفرات بسوريا ووضع ميليشيات “قسد” فيها، والتي لا زالت تحظى بدعم أمريكي مطلق وفقاً لحجج متعددة أبرزها ملاحقة فلول تنظيم “داعش”.