تخطى إلى المحتوى

وسائل إعلام تركية ترجع استئناف عملية نبع السلام بعد لقاء ترامب وأردوغان

يزداد الترقب للقاء المرتقب يوم الأربعاء القادم بين الرئيسين التركي “رجب طيب أردوغان” والأمريكي “دونالد ترامب”، والذي من المقرر أن يتم في البيت الأبيض بالعاصمة الأمريكية واشنطن، والهدف، هو بحث الأوضاع المعقدة الغير مستقرة في مناطق شمال شرق سوريا.

ومع عدم الرضا التركي العام عن مجريات الاتفاق التركي الأمريكي حول انسحاب ميليشيات “قسد” من مناطق شمال شرق سوريا، ذكرت وسائل إعلام تركية بأن بلادهم قد تستأنف عملياتها العسكرية في شمال سوريا قريباً.

وأشارت قناة “آ خبر” التركية في تقرير لها بأن تركيا قد تستأنف عملية “نبع السلام” بأي لحظة لتشمل منطقتي عين العرب والقامشلي أيضاً، واللتين يفترض بأنهما باتتا تحت السيطرة الروسية المشتركة مع نظام الأسد، ولأجل ذلك يريد الرئيس التركي التنسيق مع الجانب الأمريكي في هذا الشأن خلال لقاءه المرتقب مع نظيره الأمريكي.

إقرأ ايضاً : لقاء هام بين الرئاسة التركية والمبعوث الأمريكي الخاص بسوريا

وقالت القناة بأن الولايات المتحدة وروسيا لم تفيا بوعدهما بسحب ميليشيات “قسد” من المنطقة الآمنة، مشيرة إلى أن تلك الميليشيات مازالت في تل رفعت ومنبج وعين العرب والقامشلي إلى هذه اللحظة

كما ذكرت صحيفة “يني شفق” التركية بأن التقييمات التركية بعد تسيير الدوريات المشتركة مع روسيا تشير إلى أن ميليشيات “قسد” لم تنسحب بموجب اتفاق سوتشي بين الأتراك والروس، وخاصة في غرب عين العرب، وشرق القامشلي.

ونقلت الصحيفة عن خبير عسكري قوله بأن استمرار تواجد ميليشيات “قسد” في تلك المنطقتين، يزيد من احتمالية استئناف تركيا لعملياتها شمال شرق سوريا، وأوضح بأن المخطط التركي لإنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كم وبطول 440 كم شمال سوريا يشهد العديد من التعقيدات.

تغيير في الاتفاقيات

وأشارت الصحيفة إلى منطقتين لم تشملها تسيير الدوريات حتى اللحظة، وهما الجزء الغربي من عين العرب، والمنطقة الواقعة بين القامشلي والحدود العراقية، كما نقلت الصحيفة عن المختص التركي بشؤون الشرق الأوسط “أويتن أورهان” بأن تركيا قد تلجأ لاستئناف عملياتها بغرض تبديد مخاوفها الأمنية، وقد تضطر لإحداث تغيرات في اتفاقها مع روسيا إذا استمرت ميليشيات “قسد” بالتواجد بتلك المناطق.

ورأى أورهان بأنه ومع انسحاب الولايات المتحدة، فقد دخلت روسيا وقوات نظام الأسد إلى تلك المناطق، وهناك صعوبات تواجهها تركيا مع روسيا في هذا الصدد، قد تضع حدا للاتفاق بينهما، وأشار إلى أن روسيا الآن أمام خيارين: الأول، أن تدرك الخطوط الحمراء التركية بالنسبة لميليشيات “قسد”، وتعمل على تقريب وجهات النظر مع تركيا.

هل تنقلب روسيا على تركيا؟

أما الخيار الثاني، فإن روسيا قد تشعر بالثقة بنفسها أكثر مع انسحاب القوات الأمريكية، وتقلل من حاجتها للتنسيق مع تركيا، وتعمل على دعم ميليشيات “قسد” بالمقابل، وإن سلكت روسيا هذا الطريق، فإن تركيا ستستنفذ كافة الطرق الدبلوماسية مع موسكو والضغط عليها في بادئ الأمر، ولكنها في نهاية المطاف ستتخذ إجراءاتها ضد ميليشيات “قسد” إذا لزم الأمر، كما فعلت تماماً في الماضي مع الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الشأن.

وكان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قد صرح مؤخراً بتصريحات تحمل احتجاجات واضحة ضد كل من روسيا والولايات المتحدة بسبب تلكؤهم في إجلاء ميليشيات “قسد” بحسب الاتفاقات الموقعة بينهم وبين تركيا في هذه الصدد، مهدداً باستئناف العمليات العسكرية وتوسيع حدود المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها في الشمال السوري.

مدونة هادي العبد الله