بعد أن أعلنت ولاية غازي عنتاب التركية عن فتح باب الزيارات إلى سوريا خارج إجازتي عيدي الفطر والأضحى للسوريين المقيمين فيها، أكد والي غازي عنتاب بأن دخول السوريين إلى بلدهم سيكون متاحاً ابتداءً من الأول من شهر كانون الأول ديسمبر القادم، كما سيتم إعلان رابط إلكتروني للتسجيل خلال الشهر نفسه.
وأكد الوالي بأنه يحق لجميع السوريين الحاصلين على بطاقة الحماية المؤقتة “الكيمليك” الصادرة عن إدارة الهجرة في ولاية غازي عنتاب أو الإقامة السياحية وإذن العمل في الولاية، بالدخول إلى سوريا.
بينما أشار الائتلاف الوطني السوري إلى أن معبر “جرابلس” الحدودي شرقي حلب سيكون هو البوابة التي سيتم الدخول منها لزيارة الأراضي السورية، مشيراً إلى أن الهدف من هذه الخطوة هو تشجيع السوريين على العودة الطوعية إلى بلادهم.
إقرأ أيضاً : قرارات جديدة تخص السوريين في تركيا وخاصة ملف جوزات السفر
وبالحديث عن العودة الطوعية، أكدت الحكومة التركية على لسان المتحدث باسم الرئاسة التركية “إبراهيم كالن” بأنها حريصة على تأمين العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بلادهم، كما أنها لن ترغم أحداً على العودة، كما شدد كالن على هدف عملية بلاده ضد الميليشيات الانفصالية بمنطقة شرقي الفرات ليس إحداث التغير الديموغرافي بالمنطقة، بل هو لضمان أمن حدود بلاده فقط.
جاء ذلك خلال الشهر الماضي في تصريحات لقناة “الجزيرة” القطرية بشأن العملية العسكرية التركية الجارية ضد الميليشيات الانفصالية التي تسيطر على غالبية شمال شرق سوريا بالإضافة لمنطقتي منبج وتل رفعت بريف حلب الشمالي.
وقال كالن في سياق تصريحاته: “يتعين علينا ضمان أمن حدودنا، وتأمين عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم بشكل طوعي وآمن”، مشدداً على أن العملية العسكرية ضد الميليشيات الانفصالية شمالي سوريا لا ترمي لأي تغيير ديموغرافي في المنطقة، وأن من يقوم بهذا الأمر في الواقع هو الميليشيات الانفصالية نفسها.
مؤامرة من الميليشيات
وأكد كالن على أن الميليشيات الانفصالية قد أرغمت الناس على النزوح من أماكنهم، من خلال احتلال بلدات عربية وتركمانية ومسيحية، ولفت في هذا الإطار إلى توثيق عمليات التهجير تلك ضمن تقريرين منفصلين لمنظمتي “العفو الدولية” و”هيومان رايتس ووتش”.
وأشار إلى أن التقريرين قد أكدا على أن بعض ممارسات الوحدات الانفصالية في تلك المناطق ترقى إلى مستوى جرائم حرب، منوهاً إلى تجاهل المجتمع الدولي لمثل هذه التقارير، بسبب مقولة أن الوحدات الكردية تشارك في الحرب على تنظيم “داعش”.
المنطقة الآمنة
وشدد على أن المنطقة الآمنة هي من أجل عودة اللاجئين إلى سوريا فقط، معتبراً أن تركيا قدمت إسهامات لسوريا وللسوريين أكثر من الجميع، كما ذكّر بعمليات العودة إلى مناطق جرى تطهيرها من عناصر الوحدات الكردية مثل جرابلس وأعزاز والباب بريف حلب، وأوضح أن الأمر ذاته سيحدث في شرق الفرات أيضا، وشدد في الوقت نفسه على أن تركيا التي تستضيف قرابة 3.7 ملايين سوري، لن ترغم أحدا منهم على العودة إلى بلاده.
وكانت تركيا قد استطاعت عبر عملية “نبع السلام” العسكرية تأمين منطقة ممتدة من مدينة تل أبيض غرباً حتى مدينة رأس العين شرقاً، كنواة للمنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها قريباً في المنطقة.