خلال تصريحات صحفية أدلى بها يوم أمس، قال رئيس بلدية هاتاي وعضو حزب الشعب الجمهوري المعارض “لطفي صافاش” بأن ولايته تحتضن ثلاثة أديان وستة مذاهب مختلفة، مؤكداً في الآن ذاته على سلاسة وحسن سير التعايش المشترك بين سكان الولاية واللاجئين السوريين فيها.
وأشار صافاش إلى اختلاف الأعراف والعادات السورية عن تقاليد وعادات أهل الولاية المحليين، وأن أهالي هاتاي لم ينظروا للضيوف السوريين نظرة سيئة، بل تعاطفوا معهم، مؤكداً رغبة الجميع بإحلال السلام في سوريا، ليتمكن “الأشقاء السوريين” من العودة إلى بلادهم في أقرب وقت، ويتابعوا حياتهم فيها بأمن وسلام.
وبرر صافاش تلك الرغبة بالتعقيدات ومشاكل عدم الاندماج الاجتماعي، إضافة إلى المـ.خاوف الاقتصادية الناجمة عن استضافة هاتاي نحو نصف مليون لاجئ سوري تقريباً، مشيراً إلى أن بقاء “الضيوف” في تركيا مدى الحياة أمر يصعب تحقيقه، سواءً عليهم أو على السوريين أنفسهم.
إقرأ أيضاً : أجهزة الأمن التركية تشن أكبر حملة أمنية في ولاية هاتاي جنوب البلاد
كما لفت الانتباه إلى الصعوبات التي تواجه أبناء المدينة المحليين في العثور على عمل، مشيراً إلى أن إغلاق السوريين لاحتياج سوق العمل قد أدى إلى ذلك، وهو ما يتسبب بدوره في خلق المشاكل الاجتماعية، ودعا إلى حل القضية السورية في أقرب وقت، ودعم مشروع المنطقة الآمنة، ليتمكن السوريون من العودة إلى بلادهم بشكل آمن على حد قوله.
وفي سياق متصل، وخلال مقابلة أجرتها معه صحيفة “يني عقد” التركية خلال الشهر الماضي، نفى والي ولاية غازي عنتاب “داود غل” مجموعة من الشائعات المنتشرة حول اللاجئين السوريين في تركيا.
وحول مسألة العدد الكبير جداً للسوريين في الولاية ومحاولة رسم صورة سلبية عنهم بشكل عام، قال غل: “لقد بذلنا جهدا كبيرا لينسجم الأجنبي – سواء أكان سوريا أم من أي دولة أخرى – مع القوانين، والترويج على أنّ السوريين لا ينصاعون للقوانين ليس صحيحاً، والدولة لا تعطي أية امتيازات خاصة للسوريين فيما يتعلق بالمأوى والعمل وتأسيس الشركات تفضلهم بها عن المواطنين الأتراك”
مزاعم غير صحيحة
وتابع بقوله: “عندما ننظر إلى هذا الادعاءات بأن الدولة تفضل اللاجئين على المواطنين الأتراك سنجد بأن هذا الادعاء غير صحيح، فالدولة لا تضيف أي شيء على الموارد التي توزعها الصناديق الدولية على السوريين من خلال تركيا، السوريون لا يشكلون عبئا ماليا علينا”
وقال أيضاً: “وفيما يخص الادّعاء الرائج بأنّ السوريين يتلذذون وجنودنا يحاربون، هذا ليس صحيحا أيضاً، نحن نحارب في سوريا جنبا إلى جنب مع السوريين، ونحارب ضد التنظيمات الإرهابية التي تهـ.دد مستقبل تركيا، وفي الوقت نفسه هناك مساع لإنشاء مناطق آمنة”
المنقطة الآمنة
وأكمل بالقول: “ما ننتظره من المناطق الآمنة أن تكون بالفعل مناطق تحظى بالاستقرار والأمن والأمان، حتى الآن عاد 360 ألف سوري بشكل طوعي إلى بلاده، وكلما اتسعت رقعة المنطقة الآمنة نرى بأنّ أعداد السوريين الراغبين بالعودة تزداد أيضا”.
وختم حديثه بالقول: “السوريون يطمحون إلى منطقة يستطيعون العمل والعيش فيها، ونحن نريد أن نحقق لهم ذلك، وتحويل المنطقة لنقطة جذب بالنسبة إليهم، ولا توجد لدينا أية نوايا احتلال، وإنما نريد أن نحفّز عودة السوريين إلى بلادهم، بعد تحقيق الامن والاستقرار في بلادهم” على حد قوله.