تخطى إلى المحتوى

مخابرات الأسد تنقلب على “الأعور الدجال” وتلقي القبض عليه بعد انتهاء دوره في إدلب (صور)

لا زال نظام الأسد مستمراً في سياسة إنهاء أبرز قادة ميليشيات المرتزقة التي وقفت معه في السابق في عدة محافظات سورية، وذاك إما بالاعتـ.قال أو الاغتـ.يال أو مجرد التحجيم وسحب الصلاحيات، ويبدو بأن هناك أوامر “روسيّة” عليا في هذا الصدد، لمحاولة شرعنة نظام الأسد وإعادة تنظيفه وتدويره أمام المجتمع الدولي.

ويبدو بأن الدور هذه المرة قد وصل إلى المدعو “زين العابدين درويش” والذي يعرف بين أوساط الثوار بلقب “الأعور الدجال”، وهو أحد قادة ميليشيا “فوج الحوارث” التابعة للعميد “سهيل الحسن” الابن المدلل لقاعدة حميميم الروسية التي تدير عمليات قوات الاحتلال.

وقد أكدت مصادر إعلامية موالية لنظام الأسد بأن مخابرات النظام قد قامت باعتقـ.ال درويش لأسباب غير معروفة ودون معرفة أي تفاصيل حول ذلك الأمر، وتوالت المنشورات على منصات التواصل الاجتماعي في هذا الصدد.

إقرأ أيضاً: موالو نظام الأسد يهـ.اجمون التلفزيون الرسمي لهذا السبب!

وقد ذاع صيت درويش أثناء معارك إدلب وحماة الأخيرة ضد الفصائل الثورية، حيث اشتهر بفيديوهاته المستفزة المليئة بالشتـ.ائم ضد الثوار، إضافة للتـ.هديد والوعيد الذي يطلقه الأعور عبر المنشورات والفيديو التي يبثها بين الحين والآخر على وسائل التواصل.

وقبل فترة قصيرة، تداولت منصات التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً يظهر درويش، وهو يصف مخدومه “سهيل الحسن” بـ “سيدنا النمر” خلال إلقائه قصيدة في مديحه والنفاق له.

وأظهر التسجيل درويش وهو يهاتف سهيل الحسن عبر قبضة اللاسلكي، حيث قال له الأخير: “أنا بتشرف فيكم وأنا أخوكم”، ليرد عليه درويش: “سيدي قرأت شغلة كتير حلوة بحق سيدنا النمر، رح قولها تسمحلي”، ليرد عليه النمر: “تفضل”.

تملق ومداهنة

وسرد أبو علي عدداً من أبيات الشعر بحق الحسن منها: “إذا أبدلت من النمر ألف حـ.رقت بني سعود أجمعين، ولو أبدلت من النمر ثأر نثرت الشهب فوق الخائنين، ولو أبدلت ميم النمر حاء رأيت النحر إذ قطعوا الوتين”! (هل فهمتم شيئاً؟)

وكان عدد من مناصري الثورة السورية قد رصدوا جوائز مالية لمن يتمكن من القبض عليه، وذلك عقب ظهوره المتكرر وبشكل استفزازي خلال المعارك الدائرة في ريف حماة الشمالي، وهو يهـ.دد ويتوعّد سكان تلك المناطق، علماً أنه نجا من استهداف سيارته بصاروخ حراري خلال المعارك الأخيرة بريف حماة.

وفي السياق نفسه، تدور في مدينة حلب المحتلة مواجهات بين أجهزة الأمن لدى نظام الأسد وبعض الميليشيات العاملة تحت مظلة النظام نفسه، وبالرغم من الدعم الروسي لها على مدار العامين الماضيين، ومساعدتها في طرد الميليشيات الإيرانية من بعض أحياء مدينة حلب، اعـ.تقلت أجهزة الأمن لدى نظام الأسد قياديين جدد من الميليشيات، والمعروفين بولائهم المطلق للاحتلال الروسي، وذلك بعد أيام قليلة من اعتـ.قال قياديين بارزين في مشهد وصفه كثيرون بأنه “بداية انقلاب لموسكو على حلفائها في المحافظة المحتلة”.

حملات تصـ.فية

بينما تتزامن حملة الاعتقالات في حلب هذه مع حملة مماثلة في اللاذقية، أدت لنشوب اشتبـ.اكات بين ميليشيات وأمن النظام من جهة، وبين الميليشيات التي من المفترض أن تكون موالية لها من جهة أخرى، حيث أطلق نظام الأسد على تلك الحملة اسم “حملة ملاحقة المفسدين” الذين عاثوا في المحافظات السورية فـ.ساداً وتخريباً على حد زعمه، بينما هي حملة لتصفية الحسابات لا أكثر ولا أقل.

ويرجح بأن تلك الحملة الأخيرة قد أتت بأوامر روسية عليا طالت جميع الميليشيات حتى الموالية منها لروسيا، وذلك ضمن خطة روسيا لضبط الأوضاع الأمنية وتهيئة الجو للعملية السياسية وإعادة الإعمار، بهدف تشجيع أكبر عدد من الدول – وأولها دول الخليج العربي – على المشاركة في عملية إعادة الإعمار لسوريا، وتعويم نظام الأسد عالمياً وإظهاره على أنه “دولة مؤسسات” خالية من الميليشيات والعـ.صابات والفساد.

مدونة هادي العبد الله