تخطى إلى المحتوى

تصريحات للجيش التركي حول ماتعرض له عناصره شرق الفرات أثناء الدوريات المشتركة

بدأت منذ حوالي أسبوعين الدوريات المشتركة بين الجانبين التركي والروسي على الحدود السورية التركية، وذلك بموجب اتفاقية سوتشي الأخيرة الموقعة في 22 من الشهر الماضي بين الجانبين، والتي تضمنت انسحاب ميليشيات “قسد”، ودخول روسيا وقوات نظام الأسد إلى بعض المناطق في شمال سوريا، والقيام بدوريات مشتركة في بعض المناطق الأخرى.

وفي هذا الصدد، قالت وزارة الدفاع التركية يوم أمس في بيان لها بأن عناصر دورياتها العسكرية قد تعرضت لاستفـ.زازات من قبل “محـ.رضين” أثناء قيامها بالدورية المشتركة الخامسة مع القوات الروسية في الشمال السوري، مؤكدة بأن قواها تواصل إجراء الدورية المشتركة مع الروس في الشمال السوري رغم “الاستفـ.زازات” على حد قولهم.

وأضاف البيان بأن العناصر العسكرية التركية تواصل الدورية المشتركة في منطقة رأس العين، وسط حرص على أمن سكان المنطقة، كما أشار البيان إلى أن الدوريات المشتركة يتم تسييرها بموجب الاتفاق التركي الروسي الآنف ذكره.

هذا وقد تواردت أنباء من مصادر محلية عن قيام بعض الأهالي في منطقة عين العرب برجم الدوريات الروسية التركية بالحجارة والهتاف ضدها أثناء تنفيذها لجولاتها المتفق عليها بالقرب من الحدود وفقاً لاتفاق سوتشي الأخير.

إقرأ أيضاً : آليات الروس العسكرية المعطلة شرق الفرات تصبح حديث السـُخرية لدى السوريين (صور)

وبالرغم من ذلك، تسود في الأوساط التركية الرسمية حالة من عدم الرضا عن سير الاتفاق التركي الروسي، مع ادعاء روسيا بأنها قد أجلت كل عناصر ميليشيات “قسد”، وإصرار تركيا على أنهم لم ينسحبوا بعد من كافة المناطق.

ومع عدم الرضا التركي عن مجريات الاتفاق التركي الروسي حول انسحاب ميليشيات “قسد” من مناطق شمال شرق سوريا، ذكرت وسائل إعلام تركية بأن بلادهم قد تستأنف عملياتها العسكرية في شمال سوريا قريباً، لتشمل منطقتي عين العرب والقامشلي أيضاً، واللتين يفترض بأنهما باتتا تحت السيطرة الروسية المشتركة مع نظام الأسد، ولأجل ذلك يريد الرئيس التركي التنسيق مع الجانب الأمريكي في هذا الشأن خلال لقاءه اليوم مع نظيره الأمريكي.

وقالت وسائل إعلام تركية بأن الولايات المتحدة وروسيا لم تفيا بوعدهما بسحب ميليشيات “قسد” من المنطقة الآمنة، مشيرة إلى أن تلك الميليشيات مازالت في تل رفعت ومنبج وعين العرب والقامشلي إلى هذه اللحظة، كما ذكرت صحيفة “يني شفق” التركية بأن التقييمات التركية بعد تسيير الدوريات المشتركة مع روسيا تشير إلى أن ميليشيات “قسد” لم تنسحب بموجب اتفاق سوتشي بين الأتراك والروس، وخاصة في غرب عين العرب، وشرق القامشلي.

احتمالية استئناف العمل العسكري

ونقلت الصحيفة عن خبير عسكري قوله بأن استمرار تواجد ميليشيات “قسد” في تلك المنطقتين، يزيد من احتمالية استئناف تركيا لعملياتها شمال شرق سوريا، وأوضح بأن المخطط التركي لإنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كم وبطول 440 كم شمال سوريا يشهد العديد من التعقيدات.

وأشارت الصحيفة إلى منطقتين لم تشملها تسيير الدوريات حتى اللحظة، وهما الجزء الغربي من عين العرب، والمنطقة الواقعة بين القامشلي والحدود العراقية، كما نقلت الصحيفة عن المختص التركي بشؤون الشرق الأوسط “أويتن أورهان” بأن تركيا قد تلجأ لاستئناف عملياتها بغرض تبديد مخاوفها الأمنية، وقد تضطر لإحداث تغيرات في اتفاقها مع روسيا إذا استمرت ميليشيات “قسد” بالتواجد بتلك المناطق.

هل تنقلب تركيا على روسيا؟

ورأى أورهان بأنه ومع انسحاب الولايات المتحدة، فقد دخلت روسيا وقوات نظام الأسد إلى تلك المناطق، وهناك صعوبات تواجهها تركيا مع روسيا في هذا الصدد، قد تضع حدا للاتفاق بينهما، وأشار إلى أن روسيا الآن أمام خيارين: الأول، أن تدرك الخطوط الحمراء التركية بالنسبة لميليشيات “قسد”، وتعمل على تقريب وجهات النظر مع تركيا.

أما الخيار الثاني، فإن روسيا قد تشعر بالثقة بنفسها أكثر مع انسحاب القوات الأمريكية، وتقلل من حاجتها للتنسيق مع تركيا، وتعمل على دعم ميليشيات “قسد” بالمقابل، وإن سلكت روسيا هذا الطريق، فإن تركيا ستستنفذ كافة الطرق الدبلوماسية مع موسكو والضغط عليها في بادئ الأمر، ولكنها في نهاية المطاف ستتخذ إجراءاتها ضد ميليشيات “قسد” إذا لزم الأمر، حتى ولو حصلت على الحماية الروسية.

مدونة هادي العبد الله