تخطى إلى المحتوى

مباحثات بين ألمانيا وروسيا حول عودة اللاجئين والأوضاع في سوريا

مدعياً اهتمامه بحل المشاكل الإنسانية في سوريا وعودة اللاجئين، قام الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” بإجراء مكالمة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حول الأوضاع في سوريا بشكل عام وملف اللاجئين السوريين بشكل خاص.

وجاء في بيان صدر عن المكتب الصحفي للكرملين في أعقاب المكالمة الهاتفية بأنه وأثناء تبادل الآراء حول الوضع في سوريا تم التركيز على أهمية حل المشاكل الإنسانية، بما في ذلك ضمان عودة اللاجئين، على حد تعبيرهم، وكانت ألمانيا قد اقترحت في وقت سابق إقامة “منطقة أمنية” في شمال سوريا تحت إشراف دولي تشارك فيها تركيا وروسيا.

في سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية “إبراهيم كالن” يوم الجمعة الماضي بأن قمة رباعية سوف تعقد في العاصمة البريطانية لندن بشأن سوريا، تضم قادة تركيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، وذكر أن الاجتماع سيعقد على هامش قمة الناتو بلندن في الثالث والرابع من شهر كانون الأول ديسمبر القادم.

إقرأ أيضاً : الإعلام الروسي يكشف نية بلاده للاستيلاء على مطار سوري جديد كقاعدة عسكرية ثالثة لها في سوريا

وتأتي هذه القمة الرباعية بعد قمة رباعية مشابهة انعقدت في إسطنبول منذ عام تقريباً، بين كل من قادة تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا حول الملف السوي تناول الزعماء خلالها وقتذاك آخر المستجدات الميدانية في سوريا وخاصة في محافظة إدلب، إضافة إلى مسيرة الحل السياسي للأزمة.

حينذاك، أكد البيان الختامي للقمة الرباعية الماضية على ضرورة حل الأزمة السورية سياساً، وتأمين وقف دائم لإطلاق النار، ورفض الأجندات الانفصالية التي تهدف لتقويض سيادة البلاد ووحدة أراضيها، إلى جانب دعم تشكيل لجنة دستورية لإعداد دستور جديد لسوريا، وتهيئة الأرضية لانتخابات نزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة على أن تلتئم اللجنة خلال وقت قريب قبل نهاية العام.

ودعا بيان القادة الأربعة إلى تأمين عودة طوعية للاجئين السوريين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وضمان التحرك السريع والآمن ومن دون معوقات للمنظمات الإنسانية في مختلف أنحاء سوريا.

قمم متلاحقة

كما تأتي تلك القمة المرتقبة بعد القمة الثلاثية التي انعقدت في شهر أيلول سبتمبر الماضي في مدينة إسطنبول أيضاً، بين قادة كل من تركيا وروسيا وإيران، وقال الرئيس التركي وقتذاك عن القمة: “اتخذنا في القمة الثلاثية الخامسة التي استضفناها قرارات هامة من شأنها إنعاش آمال الحل السياسي في سوريا”.

وكان الرئيس التركي قد صرح في المؤتمر الصحفي الذي تلا القمة الثلاثية بأن كلاً من الرؤساء المشاركين في القمة الثلاثية قد اتفقوا على أن تباشر لجنة صياغة الدستور في سوريا أعمالها في أسرع موعد ممكن” الأمر الذي تم تنفيذه فعلاً أواخر الشهر الماضي، ولكن دون أية آمال حقيقية معلقة عليه.

وقال: “نحن متفقون تمامًا على الحفاظ على وحدة سوريا السياسية ووحدة ترابها والحفاظ على السلام ميدانيا وإيجاد حل سياسي دائم للنزاع، هذه القمة ستدفع بمسار أستانا خطوة جديدة ومتقدمة نحو الأمام، وهذا المسار يعتبر المبادرة الوحيدة القادرة على إيجاد حلول مجدية وملموسة لإخماد الحريق المشتعل في سوريا”.

توتر تركي أوروبي

وقال الرئيس التركي بأنه قد أكد مع نظيريه على الحاجة لاتخاذ تدابير ملموسة من أجل حماية المدنيين وأمن الطواقم العسكرية للدول الضامنة في الميدان، مشدداً بذات الوقت على أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء مأساة جديدة قد تؤثر على أربعة ملايين شخص موجودين على حدودها مع سوريا.

يشار إلى أن العلاقات التركية مع عدد من دول الأوروبية تشهد توتراً على خلفية إطلاق تركيا لعملية “نبع السلام” شمال شرق سوريا لطرد ميليشيات “قسد”، الأمر الذي عارضته العديد من الدول الأوربية بينها فرنسا وألمانيا، بينما تحاول روسيا تحصيل أكبر قدر ممكن من المكاسب في شرق سوريا بعد انسحاب قوات التحالف.

مدونة هادي العبد الله