تخطى إلى المحتوى

مع قدوم الشتاء عودة الطوابير أمام سيّارات توزيع الغاز في شوارع حلب (فيديو)

منذ أن قامت الثورة السورية وأعلن نظام الأسد حـ.ربه عليها وعلى الشعب السوري، تقوم خلال كل عام وفي مثل هذه الأوقات بالذات من الخريف أزمـ.ة كبيرة في كل ماله علاقة بالتدفئة من مواد ومفروشات ومدافئ ومشتقات نفطية، ولعل أزمة الغاز الطبيعي الذي يعد مادة أساسية لكل مرافق الحياة هي الأكثر ظهوراً وإلحاحاً في كل هذا المشهد القاتم.

وفي هذا الصدد، تشهد مدينة حلب المحتلة منذ أيام ندرة شديدة في مادة الغاز الطبيعي، حيث يقف الأهالي في طوابير طويلة للحصول على أسطوانات الغاز من امام سيارات ومراكز التوزيع، وسط عجز تام من حكومة نظام الأسد عن تأمين احتياجات الأهالي.

وأظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون عبر مواقع منصات الاجتماعي وقوف عشرات المواطنين في طوابير طويلة أمام سيارات الغاز، حيث تقوم لجان محددة من قبل نظام الأسد بتوزيع أسطوانات الغاز على الأهالي وفق ما يسمى بـ “البطاقة الذكيّة”.

إقرأ أيضاً: موالو نظام الأسد يهـ.اجمون التلفزيون الرسمي لهذا السبب!

وبحسب مصادر محليّة، فإن الطلب على مادة الغاز قد ارتفع مع اقتراب فصل الشتاء، حيث يعتمد الأهالي على مدافئ الغاز في التدفئة إضافة لاعتمادهم عليه في المطابخ، وذلك في ظل الانقطاع التام للكهرباء عن الكثير من أحياء مدينة حلب، ومع ذلك، يعجز نظام الأسد الفاسد المتهاوي عن تأمين احتياجات الناس من هذه المادة التي لم يتبق لهم سواها.

وتشهد مدينة حلب كغيرها من المناطق المحتلة من قبل نظام الأسد وحلفاءه أوضاعاً اقتصادية متدهورة، في ظل الانخفاض المتواصل لسعر الليرة السوريّة أمام العملات الأجنبية، كذلك انخفاض مستوى دخل الفرد أمام متطلبات الحياة الأساسيّة، وندرة تلك المتطلبات أساساً في ظل العقوبات المفروضة على نظام الأسد.

موجة غضب

بالمقابل، ومع اقتراب فصل الشتاء، تشهد القاعدة الشعبية لنظام الأسد تباشير موجة من الغضب والتذمر، إثر ارتفاع أسعار السجاد والبطانيات، وقريباً مشتقات النفط ووسائل التدفئة، هذا إن وجدت من الأساس كما وجدنا في بداية المقال.

وكانت البلاد قد شهدت في الشتاء الماضي أزمة خانقة لا مثيل لها في كافة مشتقات النفط، ومن ضمنها تلك المستخدمة في التدفئة كالمازوت والغاز الطبيعي، ناهيك عن أزمة البنزين ووقود السيارات، الأمر الذي أثار منذ العام الماضي موجات عارمة وغير مسبوقة من السخط وفي أوساط مؤيدي النظام أنفسهم.

عقوبات وحصار

ولكن كما هي العادة، حمّل المؤيدون المسؤولية للحكومة المشلولة أصلاً، بينما توالت رسائل المناشدة والاستعطاف إلى “قائد الوطن” ذو “القلب الحنون والعطف الكبير” والذي يظن عبيده بأنه يملك عصا سحرية وقدرات خارقة، دون أن يعوا بعد بأنه أسّ الفساد وأصله.

حيث شهدت سوريا أزمة في مشتقات النفط بسبب فرض عقوبات على إيران وصادراتها من النفط، والتي كان النظام يعتمد عليها بشكل رئيسي للحصول على القلة القليلة من حصته النفطية، بعد أن سيطرت القوات الأمريكية على منابع النفط السورية منذ أن طردت تنظيم “داعش” منها صيف عام 2017.

مدونة هادي العبد الله