خلال مؤتمر صحفي عقده أمس الجمعة، صرح المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا “جيمس جيفري” بوجود خطة أمريكية تركية لإعادة ما يقارب مليون لاجئ سوري إلى بلادهم، وتحديداً إلى المنطقة الآمنة التي تم الاتفاق عليها مؤخراً في شمال شرق سوريا.
حيث قال جيفري بأنه سيتم إرسال نحو مليون لاجئ باتجاه المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا، مشيراً أن حوالي 30 بالمائة منهم أكراد قد فـروا من ميليشيات “قسد” في وقت سابق، وأكد بأن بلاده قد بحثت الموضوع مع الجانب التركي، حيث ضمن الأتراك مسألة إسكان حوالي مليون لاجئ سوري في المنطقة الآمنة المذكورة، وإعادة الأمن والأمان إلى تلك المنطقة.
وأكد جيفري بأنه سيتم إعادة اللاجئين إلى المنطقة الآمنة وفقاً لمجموعة ضوابط تنسجم مع قوانين المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، مؤكداً أن دور تركيا سيقتصر على كونها صلة الوصل بين الولايات المتحدة والمفوضية العليا لتنسيق عودة اللاجئين.
إقرأ أيضاً: تصريحات جديدة للرئيس التركي عقب اجتماعه مع ترامب في واشنطن أمس
وقال المبعوث الأمريكي بأن من بين اللاجئين الذين سيعودون إلى بلادهم حوالي 350 ألف كردي كانوا قد فـروا من مدنهم وقراهم بسبب ميليشيات “قسد”، مشيراً إلى أن لديهم رغبة كبيرة في العودة من جديد إلى مناطقهم بعد سيـطرة القوات التركية عليها.
ونفى جيفري بأن تكون الولايات المتحدة هي الداعم الرئيسي ميليشيات “قسد” المدعو “مظـلوم عبدي”، حيث قال بأن واشنطن لن ولم تدعم أي شخص بصفة شخصية، لكنها ميليشيات “قسد” بشكل مباشر، وهذا الدعم لن يطول كثيراً، فهو مرحلي ولفترة مؤقتة، على حد قوله.
الأهداف الأمريكية
وبشأن الموقف الأمريكي من الأوضاع في سوريا بشكل عام، أكد جيفري بأن بلاده لا تطلب سوى إقامة انتخابات حرة وعادلة مع ضمان مشاركة جميع السوريين فيها، وأن يتم ذلك وفقاً لنص قرار الأمم المتحدة رقم 2254، مضيفاً بأن هذا الأمر دائماً ما تحاول الولايات المتحدة الأمريكية أن توضحه لجميع الأطراف المعنية بالمسألة السورية، ومؤكداً بأن بلاده تلتقي كافة الجماعات المعارضة بالقاهرة وأوسلو.
وكان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قد طالب الدول الأوروبية بتقديم الدعم لإنشاء منطقة آمنة شمال شرقي سوريا، من أجل إرسال أكثر من مليون لاجئ سوري إليها، بعد أن وصل عدد اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا إلى قرابة أربعة ملايين لاجئ وفق إحصاءات دائرة الهجرة التركية.
مواقف متناقضة
بينما أكد وزراء خارجية “المجموعة المصغرة” حول سوريا في بيان لهم يوم أمس بقولهم: “نلتزم بعدم تقديم أي مساعدة من أجل إعادة توطين اللاجئين السوريين في شمال شرق سوريا وهي ليست العودة الآمنة والكريمة والطوعية لهؤلاء اللاجئين إلى ديارهم”، على حد قولهم، الأمر الذي يناقض الموقف السابق.
ودعا وزراء خارجية المجموعة المصغرة، والتي تضم كلاً من مصر وفرنسا وألمانيا والأردن والسعودية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، إلى وقف فوري لإطلاق النار في كل من إدلب وشمال شرق سوريا.