يبدو بأن مدّ المظاهرات العراقية العارمة المنطلقة منذ حوالي شهر قد انتقلت بدورها إلى إقليم “الأحواز” العربي المجاور للعراق، والذي تحتله إيران منذ حوالي مئة عام، فقد بث ناشطون تسجيلاً مصوراً لمتظاهرين أحوازيين وهم يسـ.قطون العلم الإيراني من إحدى ساحات المنطقة، ويهتفون “بالروح نفديك يا أحواز”.
وجاء ذلك وسط مظاهرة عارمة ضد نظام الملالي في إيران، رافقت تشيـ.يع شاعر الأحواز “حسن الحيدري” الذي اغـ.تالته إيران قبل أيام قليلة، ومنذ مساء الأحد، عمت المظاهرات محافظة “خوزستان” ذات الكثافة السكانية العربية في إقليم الأحواز، قبل أن تتصاعد وتيرة الاحتجاجات يوميّ الاثنين والثلاثاء.
وحسن الحيدري هو شاعر عربي اعتـ.قلته سلطات النظام الإيراني خلال العام الماضي ثم أطلق سراحه بكفالة، قبل أن يتعرض للاغتـ.يال في أحد المشافي جراء جـ.رعة عالية السـ.مية، وعقب عملية اغتـ.يال الشاعر خرج آلاف الأحوازيين في مظاهرة مناهضة لإيران، وقد طالب منظموها أن تكون تلك المظاهرة العارمة التي خرجت شرارة لثورة عـ.ارمة ضد نظام إيران وعنـ.صريته ضد العرب في الأحواز والمنطقة بشكل عام.
إقرأ أيضاً : صور سليماني والخامنئي تحت أحذية المتظاهرين العراقيين (فيديو)
هذا وقد ردد المتظاهرون شعارات مناوئة للنظام الإيراني، مطالبين في نفس الوقت بوقف الاعتـ.قالات التعسفية، والتضييق الثقافي الذي يشمل منع ارتداء الزي العربي والدراسة باللغة العربية.
ورصدت لقطات أخرى عشرات الشبان وهم ينزلون الأعلام الإيرانية، وسط أنباء عن إقدام قوات الأمن على استخدام الغـ.از المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وتأتي مظاهرات الأحواز تزامناً مع مظاهرات عمّت جنوب ووسط العراق للمطالبة بإسقاط الحكومة العراقية التابعة لنظام الملالي في إيران، ومنذ انطلاق مظاهرات العراق، خرج أهالي الأحواز العربية المتاخمة للجنوب العراقي من الشرق للتضامن مع جيرانهم العراقيين واخوتهم في العروبة ضد القـ.مع الذي يتعرضون له من قوات الأمن والميليشيات المدعومة من إيران.
وتسكن الأحواز قبائل عربية متنوعة وعاصمتها هي “المحمرة”، وتسمى الأحواز اليوم باسم محافظة خوزستان ضمن الاحتلال الإيراني، ويبلغ عدد سكان الأحواز أكثر من مليوني نسمة حسب إحصاءات سنة 2006 ويقدر البعض عدد سكان الأحواز بأكثر من ذلك.
مظاهرات العراق
وبالحديث عن مظاهرات العراق، وفي سياق الغـ.ضب الشعبي في البلاد من التغول والتدخل الإيراني في كل أوصال الدولة والأحزاب ضمن العراق، قام متظاهرون عراقيون خلال الأسبوع الماضي بمهاجمة مقر القنصلية الإيرانية في مدينة “كربلاء” جنوب البلاد ذات الأغلبية الشيعية.
حيث قام المتظاهرون برفع العلم العراقي فوق مقر القنصلية، بينما قاموا بتغيير اسم الشارع الذي تتواجد فيه القنصلية من “شارع الإمام الخميني” إلى “شارع شهداء ثورة تشرين” في إشارة منهم إلى الضـ.حايا الذين سقطوا من المتظاهرين العراقيين خلال الانتفاضة الأخيرة على يد الميليشيات وقوات الأمن العراقي.
ووفقاً لصور تداولها ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي يوم أمس الأحد، يظهر المتظاهرون وهم يمسحون اسم شارع الإمام الخميني، ويعلّقون لافتات كتب عليها: “بأمر الشعب، شارع شهداء ثورة تشرين” كرفض قاطع لتغول إيران ومظاهرها الطائفية في حياة ووجدان الشعبي العراقي.
السيطرة الإيرانية
وقال أحد متظاهري كربلاء في تصريح لوكالة “الأناضول” التركية: “المئات من المتظاهرين احتشدوا مساء الأحد أمام مبنى القنصلية الإيرانية وسط كربلاء، ورفعوا العلم العراقي بمدخل القنصلية بعد أن تسلق عدد من المتظاهرين السياج الخارجي للمبنى”.
وتابع المتظاهر العراقي بقوله: “المتظاهرون لم يقتحموا المبنى، لكنهم هتفوا ضد تواجد البعثة الدبلوماسية الإيرانية في مدينة كربلاء، وطالبوهم بمغادرة المدينة” وفقاً للوكالة المذكورة.
وتأتي هذه الأعمال الغاضبة من الشعب العراقي على وقع احتجاجات ضخمة تعم مدناً عراقية عدة منذ قرابة شهر، حيث يندد المتظاهرون بفساد الحكومة، ويقولون بأن إيران تُسيطر على مفاصل في الدولة العراقية وتدعم الميليشيات الطائفية فيها.