تخطى إلى المحتوى

صحفي أمريكي يكشف الأسباب التي دفعت ترامب لإبقاء قواته في سوريا

نشرت صحيفة “واشنطن” بوست الأمريكية مقالاً كتبه الصحفي والكاتب الأمريكي “جوش روغن”، متحدثاً عن الأسباب التي دفعت الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” للتراجع عن قرار سحب القوات الأمريكية بالكامل من سوريا، وقراره بالمقابل بأن يحتفظ بعدد من الجنود والقوات الأمريكية في مناطق محددة.

وتساءل روغن في مقاله عما سيأتي بعد قرار ترامب بالبقاء في سوريا، وقال بأن ترامب قد تحدث في اجتماعه الأخير مع الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” عن بقاء القوات الأمريكية في سوريا بسبب الأوضاع غير المستقرة، لكن وزير دفاعه “مارك إسبر” كان يتحدث للصحفيين عن قصة أخرى، وهي أن بقاء المئات من الجنود الأمريكيين في سوريا هو في الواقع بهدف حماية آبار النفط السورية.

ولم يوضح كل من ترامب وإسبر أية خطوة مقبلة في سوريا، وكيف تخطط الولايات المتحدة لتحقيق أهدافها هناك، كما أن إسبر لم يكن موجوداً أثناء زيارة أردوغان الأخيرة إلى البيت الأبيض بسبب وجوده وقتذاك في كوريا الجنوبية، بينما تواجد في الزيارة خمسة من الشيوخ الجمهوريين الذين انتقدوا أردوغان في عدة أمور، منها عملية تركيا العسكرية الأخيرة في شمال سوريا.

إقرأ أيضاً: تصريحات جديدة للرئيس التركي عقب اجتماعه مع ترامب في واشنطن أمس

وأشار روغن في مقاله بأنه وبالرغم من النقد الذي تم توجيهه إلى ترامب لتخليه عن ميليشيات “قسد”، إلا أن إسبر أخبر الصحفيين الذين كانوا يرافقونه في الطائرة بأن الولايات المتحدة ستترك ما بين 500 إلى 600 جندي أمريكي في سوريا بالتعاون مع ميليشيات “قسد”، وقال إن مهمة القوات هي منع مقاتلي تنظيم “داعش” من السيطرة على آبار النفط في شرق سوريا.

ورغم ما في تصريح إسبر من منطق، إلا أنه يتجاهل السياق الأكبر، فمن المحتمل أن يقوم كل من نظام الأسد وإيران بالسيطرة على آبار النفط وليس “داعش”، وذلك في حال قررت الولايات المتحدة سحب قواتها، فالحديث عن خطر “داعش” هو لمحاولة تقديم مبرر شبه قانوني للحفاظ على قوات أمريكية داخل سوريا، بينما الهدف الحقيقي مختلف، ويعرف المسؤولون الأمريكيون والنواب بأن إقناع ترامب بعدم الانسحاب كلياً من سوريا هو في الواقع من أجل حماية آبار النفط والسيطرة عليها.

وقال ترامب يوم الأربعاء الماضي: “سنحافظ على النفط ونسيطر على كل النفط، والنفط آمن وتركنا الجنود هناك من أجل النفط”، وهذا كلام غير صحيح لأن ميليشيات “قسد” هي التي تستحوذ على عائدات النفط، ويأخذون حصة منه ويبيعون الجزء الآخر لنظام الأسد نفسه، فالقوات الأمريكية إذاً تقوم بحماية “نفط الأسد” وهو ما سأل إسبر عنه، فرد قائلاً: “لست متأكداً كيف يعمل سوق النفط في سوريا”، على حد قوله.

صراع داخلي

ونقل روغين عن السناتور الجمهوري “ليندسي غراهام” قوله بأنه يعمل مع شركات النفط الأمريكية للدخول وبناء البنية التحتية النفطية في المنطقة بشكل يمنح ميليشيات “قسد” فرصة لتصدير النفط والحصول على النفط، وكان غراهام ضد قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، وقال بأنه قد تحدث مع قائد ميليشيات “قسد”، وعبر عن فرحته بأن مئات الجنود الأمريكيين لن يتركوا المنطقة بعد كل ما جرى.

وقال غراهام في هذا الصدد بأن الوضع الحالي لا يمكن استمراره، خاصة وأن الاستقرار يعتمد على اتفاق تركيا وميليشيات “قسد” على وضع نهائي يتعايش معه الطرفان، بينما يصر نظام الأسد وشركاؤه على استعادة السيطرة على بقية سوريا، وستتعرض القوات الأمريكية لضغوط مع مرور الوقت، وهناك غموض حول وجود 200 جندي أمريكي في قاعدة “التنف” بجنوب سوريا.

جهود دولية

وقال روغن بأن وزارة الخارجية الأمريكية ستعقد مؤتمراً لدول التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، وستلتقي بـ “لمجموعة المصغرة” حول سوريا، والتي تضم دولاً أوروبية وعربية تطلب منها الولايات المتحدة نشر قوات، بينما تستمر الدوريات المشتركة للقوات الروسية مع تركيا – العضو في حلف الناتو – فيما تتعاون ميليشيات “قسد” مع نظام الأسد.

وأكد روغن في ختام مقاله بأن ترامب والمسؤولين معه يجب أن يقدموا سياسة واضحة لتواجدهم في سوريا، مع استخدام النفوذ المحدود لتحقيق الأهداف والمصالح هناك، وعليهم أيضاً إخبار الأمريكيين والعالم ما سيقومون به، وذلك قبل أن يصبح الوضع أسوأ أكثر وأكثر في سوريا.

مدونة هادي العبد الله