تخطى إلى المحتوى

نظام الأسد ينقلب على أهم رجاله في مدينة جبلة والأخير يفر هارباً نحو لبنان ومعه الملايين

يستمر نظام الأسد شيئاً فشيئاً ضمن سياسة تصـ.فية قادة ميليشيات المـ.رتزقة التي وقفت معه في السابق في عدة محافظات سورية، ويبدو بأن هناك أوامر روسيّة عليا في هذا الصدد، ضمن خطة عامة لشرعنة نظام الأسد وإعادة تنظيفه وتدويره أمام المجتمع الدولي.

ويبدو بأن الدور هذه المرة قد وصل إلى المدعو “آيات بركات” قائد مليشيا “الدفاع الوطني” في مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية بالساحل السوري، فبعد سنوات من التشبيح ضد أهالي مدينة جبلة المؤيدين منهم والمعارضين.

تناقل ناشطون إعلاميون في المدينة يوم أمس أخباراً تتحدث عن هروبه إلى لبنان وبحوزته ملايين الليرات، وذلك بعد دخوله ضمن صـ.راع مع ميليشيا “الحارث” في القرداحة، والتي يقودها المدعو “بشار طلال الأسد” ابن عم رأس النظام الأسدي.

ونقلت مصادر محلية في المدينة بأن آيات بركات الذي استمر بقيادة ميليشيا الدفاع الوطني في المدنية لسنوات، والمسؤول عن عمليات اعتـ.قال واسعة طالت عشرات الشبان في المدينة الرياضية بجبلة، قد اختفى قبل أيام قليلة بعد اعتـ.قال ميليشيات الأمن للمدعو “سموأل منى” الذراع الأيمن لآيات بركات.

إقرأ أيضاً: مخابرات الأسد تنقلب على “الأعور الدجال” وتلقي القبض عليه بعد انتهاء دوره في إدلب (صور)

كما طالت الاعتـ.قالات أيضاً عدداً من أفراد مليشيا الدفاع الوطني في المدينة، لكن بركات تمكن من الهروب قبل أن تصل إليه دوريات الأمن، وبهروبه باتت مقرات ميليشيا الدفاع الوطني فارغة تماماً من عناصرها بعد أن طوقها قوات الأمن التابعة لنظام أسد، ومن غير المستبعد أن يتم ملاحقتهم جميعاً وحلها بشكل كامل.

ويعرف بركات الذي لمع اسمه في عام 2013 كأحد أبرز وجوه التشبيح في جبلة، بأنه على علاقة وطيدة بـ “حافظ مخلوف” ابن خال رأس النظام السوري “بشار الأسد” وشقيق رجل الأعمال البارز “رامي مخلوف” الذي تحكم بالاقتصاد السوري لسنوات طويلة.

ومنذ ذلك الوقت عمد بركات إلى تشكيل ميليشيا الدفاع الوطني في جبلة، والتي ضمت عناصر معظمهم من قطاع الطرق وأصحاب السوابق، حيث بدأ بركات بالتشبيح أولاً على أبناء المدينة من المعارضين، واختـ.طف عشرات الشبان في المدينة الرياضية بجبلة، وقام باحتجازهم وطلب فدية مالية ضخمة من ذويهم.

ثم توسع لتشمل عمليات ميلشياته أعمال التشبيح على التجار وقطع الطرقات، إلى أن اصـ.طدم مؤخرا مع ميليشيا أخرى هي ميليشيا “الحارث” التي قامت باعتقـ.اله وكـ.سر يده قبل أن تطلق سراحه.

سجل إجـ.رامي حافل

وذكرت مصادر في مدينة جبلة بعض الجـ.رائم التي اشتهرت عصابة بركات بتنفيذها، لاسيما ضد سكان المدينة من “السُنّة” ومنها الاستيلاء على كميات كبيرة من الذهب لأحد تجار جبلة المعروفين، والاستحواذ على قطعة أرض لتاجر على طريق جبلة اللاذقية وتهـ.ديده بالاعتقال.

وسـ.رقة فيلا لأحد سكان جبلة المعارضين، هذا بالإضافة لقبض ملايين الليرات طيلة هذه السنوات لأجل تخليص شبان من أيدي عصابته وأحيانا يتم قتـ.لهم حتى بعد قبض الفـ.دية.

ورغم كل الاعمال التي ارتكبتها مليشيات الدفاع الوطني، إلا أنّ نظام أسد وميليشياته الأمنية بقيت صامتة على تجاوزاتها طيلة السنوات السابقة، لكنّ تحركها خلال هذه الفترة لحل الميليشيا واعتـ.قال بركات أثار العديد من التساؤلات حول دلالة التوقيت ومدى علاقة الحملة الأمنية تجاه هذه الميليشيا بالاشتـ.باك الذي حصل بينها وبين ميليشيا الحارث مؤخراً.

تكهنات وتوقعات

ورجح مراقبون بأن تلك الملاحقة تتعلق بخشية نظام الأسد من توسع نطاق الاشتـ.باكات بين الدفاع الوطني ومليشيا الحارث، في وقت يسعى فيه للتخلص من كليهما، بسبب نفوذهما في المدينة وعدم حاجته لهما بعد استتباب الوضع له على جبهات اللاذقية.

بينما افترض آخرون بأن سبب الملاحقة يعود إلى علاقة آيات بركات بآل مخلوف الذين منحوه هذه السلطة القوية، وبالتالي فإن النظام ومن خلال سعيه للحد من سلطة آل مخلوف في اللاذقية قد عمد إلى ملاحقته وحل المليشيا التابعة له.

ومهما تعددت الافتراضات والتحليلات، فهي تصب جميعاً في سياق السيطرة الروسية على جميع مرافق السيطرة في سوريا، عاملة بذلك على الحد من نفوذ الميليشيات التي استفحلت بشكل هائل في ظل الانفلات الأمني الكامل الذي تسبب به نظام الأسد، ولمحاولة تبييض صورة هذا النظام وإعادة تأهيله محلياً ودولياً في الآن ذاته، تمهيداً لإعادة الشرعية إليه تدريجياً.

المصدر : موقع أورينت

مدونة هادي العبد الله