يستمر الحراك الشعبي المتجدد في محافظة درعا في أقصى جنوب سوريا من خلال المظاهرات ومظاهر الاحتجاج الثوري، والتي عادت بقوة مؤخراً ضد ممارسات نظام الأسد، وخاصة اعتـ.قال المدنيين على حواجز قوات النظام وخلال الحملات المتكررة.
ومع تزايد امتداد الحراك الشعبي وتوسعه للمزيد من مناطق المحافظة، نظم أهالي حيّ “درعا البلد” ضمن مدينة درعا وقفة احتجاجية طالبوا فيها بإخراج المعتـ.قلين من سجون النظام السوري ورفعوا لافتات تطالب برفع القبضة الأمنية عن المدنيين، وبطـ.رد الميليشيات الإيـ.رانية من المنطقة.
وخرجت مظاهرة شعبية للمرة الأولى في بلدتي “سحم الجولان” و”جلين” بريف درعا الغربي رافضة لوجود الميليشيات الإيرانية ومطالبة بطردها من الجنوب السوري، بينما انتشرت كتابات مناهضة للميليشيات وتتوعد باستـ.هدافها في بلدتي “الغارية الشرقية” و”الكرك” غرب درعا.
إقرأ أيضاً: مجموعة من أهالي درعا يقتحمون معبر نصير ويمزقون صور الأسد ويغلقون المعبر لساعات (صور)
ويوم الأربعاء الماضي، خرجت عدة مظاهرات للمدنيين في ريف درعا الغربي طالبوا فيها بطرد الميليشيات المدعومة إيرانياً من محافظة درعا وإسقاط نظام الأسد، وقد جابت المظاهرات شوارع بلدات كل من “تل شهاب” و”العجمي” و”وزيزون” غرب درعا، وحمل فيها المتظاهرون لافتات تطالب بفك أسر المعـ.تقلين في سجون نظام الأسد وإسقاط نظامه.
كما انتشرت ملصقات جدارية منذ يوم الاثنين الماضي في 13 مدينة وبلدة في ريف درعا الغربي تضمنت مطالبات بطرد إيران من سوريا وكشف مصير المعتـ.قلين القابعين في سجـ.ون نظام الأسد، وأظهر تسجيل مصور بأنه قد تم خلال المظاهرة رفع المتظاهرين للافتات تطالب بالإفراج عن المعتقلين وأخرى تطالب بخروج إيران وميلشياتها من المنطقة.
المظاهرات مستمرة
وسبق أن تظاهر عشرات المدنيين في مدينة درعا الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري منتصف الشهر الماضي، للمطالبة بالإفراج عن المعتـ.قلين، إضافة الى مظاهرات مماثلة أخرى في درعا البلدة وعلى طريق السد.
وخلال شهر آب أغسطس الماضي، خرجت مظاهرة في حي “درعا البلد” بمدينة درعا مطالبة بإسقاط نظام الأسد، وقال تجمع “أحرار حوران” إن المظاهرة انطلقت خلال تشييع ثلاثة عناصر من الجيش الحر قتلوا أثناء حفرهم خندقاً في معركة المنشية منتصف عام 2014، وعُثر عليهم مؤخراً، وفي الـ 21 حزيران يونيو الماضي، تظاهر العشرات من أبناء مدينة درعا مطالبين بإطلاق سراح المعتـقلين ورفع قبضة النظام الأمنية عن أهالي المدينة.
أوضاع معقدة
وكان نظام الأسد قد تمكن في تموز يوليو 2018 من إحكام السيطرة على درعا ضمن وساطة روسية استخدم فيها ما يعرف بـنظام “المصالحات”، حيث يمنع على القوات الأمنية والعسكرية التابعة للنظام من الدخول لـمناطق المصالحات، إلا أن الشرطة العسكرية الروسية تنتشر فيها، إضافة لوجود نفود للأجهزة الأمنية لدى نظام الأسد.
وقد وسمحت هذه الصيغة من الاتفاق بالحفاظ على نفوذ الفصائل في تلك المنطقة، مع وجود اختلافات شملت رفع علم النظام، وعودته للعمل في تلك المناطق تحت الإطار المؤسساتي، عدا عن وجود بعض الفصائل الفاسدة أساساً، والتي تتعامل مع نظام الأسد لتحقيق مصالحها وبسط نفوذها.