في سياق التشبيح لدى شبيحة الأسد وأجراءه، أدلى المدعو “هلال هلال” الذي يشغل منصب الأمين العام المساعد لحزب “البعث” – الذي يعتبر الواجهة السياسية المحلية لنظام آل الأسد – بتصريحات تشبيحية جديدة تطاول فيها على كل من الرئيسين التركي الأمريكي، واصفاً بالمقابل رئيسه الأسد بصفات خوارقية لا يملك شيئاً منها في واقع الأمر.
فخلال مشاركته في المؤتمر الانتخابي لنقابة المحامين في دمشق يوم أمس السبت، زعم هلال بأن معـ.اناة سوريا هي “رمز لرد الظلم والدفاع عن الحق والعدالة”، على حد تعبيره.
وتابع مُشبّحاً للأسد: “يجب الارتقاء بالعمل والأداء ليتناسب مع حجم تضحيات القوات المسلحة والشعب الأبي ومع حكمة وشجاعة قائد الوطن لأن الارتقاء بالعمل في ظل هذه الحرب أصبح ضرورة حياتية مطلبا من مطالب الوجود والاستمرار وواجباً وطنياً قبل ان يكون واجباً مهنياً”.
إقرأ أيضاً: صحيفة ألمانية تكشف ثروة أبناء رامي مخلوف مقارنة بالأوضاع السيئة التي يعيشها السوريون
وأكمل قائلاً: “معاناة سورية هي رمز رد الظلم والدفاع عن الحق والعدالة لها ولأمتها والمنطقة والعالم ولذلك يجب على المحامين الذين يدافعون عن العدل لرفع راية الحق ومجابهة الظلم بكل أشكاله أن يكون هذا الأمر حافزاً لهم ليتناسب الأداء مع هذا الفعل التاريخي”.
وتطاول على الرئيسين التركي والأمريكي بقوله: “نرفض التفريط ولو بذرة تراب واحدة من أرض الوطن ورفض كل ما يتشدق به الأرعن ترامب وأجيره الصغير أردوغان حول بقائهم في سورية من أجل النفط”.
وختم بقوله: “بتصريحاتهم تلك أثبتوا أنهم لا يعلمون من هو الشعب السوري ولا القائد بشار الأسد ولا الجيش السوري الذي اعترف بقوته العدو قبل الصديق والذي سيطرد كل محتل غازٍ كما طرد وكلاءهم من مجموعات إرهابية” على حد زعمه.
تشبيح لا متناهي
وخلال الشهر الماضي، وأثناء مشاركته في المؤتمر الانتخابي لفرقة الحزب في مدينة “دير عطية” بريف دمشق، زعم هذا الشبيح بأن “بشار الأسد بات يمثل النبراس والقدوة في الصلابة والصمود في وجه أعتى قوى الشر والظلام والهيمنة”.
وأضاف بقوله وقتذاك: “إجراء هذا الاستحقاق الديمقراطي في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها سوريا يعطي درساً للعالم أجمع بأن البعث سوف يبقى شعلة متقدة ومتجددة وفق رؤية وتوجيهات القائد بشار الأسد” على حد زعمه.
وتأتي هذه الشعارات التشبيحية الفارغة في سياق سلسلة تصريحات لهذا الشبيح يمجّد فيها حزب “البعث” الهالك المتهالك وأمينه العام “بشار الأسد” الذي لا يعني الحزب له أي شيء أساساً! وذلك خلال جولاته على المؤتمرات الانتخابية للفرق الحزبية في مناطق سيطرة النظام بمختلف المحافظات السورية.
الحزب المريض!
وتأتي انتخابات الفرق الحزبية لهذا الحزب هذا العام بعد انتخابات مجالس الإدارة المحلية العام الماضي، ضمن تحرك من النظام لإعادة سطوة الحزب كما كان الواقع قبل انطلاق الثورة السورية التي أجبرت النظام عام 2011 على إلغاء المادة الثامنة من الدستور، والتي تنص على أن “حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع”.
وفي واقع الأمر، فقد أضاع حزب البعث سطوته منذ هلاك الأسد الأب الذي حكم البلاد باسم الشعارات القومية وعبّأ الشعب السوري ضمن مؤسسات هذا الحزب مطلقاً يده في كل شيء، أما في زمن الأسد الابن، فقد تراخت قبضة الحزب بعد سياسة الانفتاح الاقتصادي والسياسي المزعومين اللذين بدأهما بشار الأسد ضمن ما يعرف باسم “مسيرة التطوير والتحديث”.
كما ازداد وضع الحزب سوءاً بعد قيام الثورة السورية، لتحل محله بالكامل عصابات ومافيات وميليشيات عائلة الأسد وعائلات القرداحة والساحل السوري، لتتحول لغة الخطاب والسطوة لدى نظام الأسد من الخطاب القومي إلى الخطاب الطائفي الأقلوي مع السطوة المطلقة للميليشيات الطائفية المحلية أو المصدرة من نظام الملالي في إيران.