تخطى إلى المحتوى

حقوقي سوري: حلم بشار الأسد بولاية جديدة كحلم إبليس بالجنة!

خلال مقابلة له مع صحيفة “القدس العربي” يوم أمس، قال الحقوقي والناشط السوري المعارض “أنور البني” بأن حلم رأس النظام السوري “بشار الأسد” بإعادة انتخابه لولاية جديدة هو “كحلم إبليس بالجنة”، مجدداً رفضه للجنة الدستورية واعتبارها مؤامرة من روسيا ضد الشعب السوري.

وقال البني بأنه مؤمن بأن الثورة السورية، بما أحدثته من تغيير في البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المجتمع، قد انتصرت وإن لم يكن انتصارها نهائياً، على حد قوله.

وأكد الناشط السوري بأن هناك اليوم أكثر 65 دعوى جـ.رائم ضد الإنسانية بحق مسؤولين في النظام السوري مقدمة أمام المحاكم الأوروبية، وفي مقدمهم بشار الأسد، الذي لا يمكن لأي شرعية أن تُغطّيه، فعملياً أصبح ورموز سلطته مطلوبين للعدالة.

إقرأ أيضاً: حقوقيان سوريان يحذران من اللجنة الدستورية ويكشفان أثرها على القضية السورية

وعن شرعية النظام وترشح الأسد لولاية ثانية وفق دستوره المزمع، قال البني: “أولاً، حلم الأسد بالعودة كحلم إبليس بالجنَّة وثانياً يمكن للخارج أن يتعامل مع الدولة، لكن هناك عوائق قانونية أمام تعاملهم مع أشخاص النظام، فهؤلاء مجـ.رمون مطلوبون للعدالة، هذا الفرق الذي حققناه”.

وتابع بقوله: “عملياً أصبحت رموز السلطة مطلوبة للعدالة، مثلما كان البغدادي مطلوباً للعدالة وقُـ.تل ومثلما كان بن لادن، هم لن يقـ.تلوا بشار كما البغدادي، لكن لا يمكن لأحد أن يعود ويتعامل معه أو مع أركان نظامه لأن هذا يُعرضه للمساءلة أمام قانون دولته، هؤلاء أصبحوا متهمين أمام القضاء الأوروبي، ومطلوبين لعدالته وبالتالي يُمنع التعامل معهم”.

وقال أيضاً: “لا يستطيع السياسيون في الدول الأوروبية تبييض صفحة النظام، لأنهم في هذه الحالة يرتكبون جـ.ريمة طبقاً لقانون بلادهم. بالطبع ليس أي سياسي، إنما السياسي الذي يمثل الدولة، إذا عاد أحدهم للتعامل مع هذا المطلوب، سنلاحقه أمام قضاء دولته، وبالتالي التعامل معه جـ.ريمة”.

حلول مبتورة

وتابع بالقول: “فيما سبق كان الحل السياسي يأتي ويضع للعدالة حدوداً، يُعيد الشرعية ويعود للتعامل معهم، هذه أول مرّة بالتاريخ العدالة تسبق الحلول السياسية، وهي التي تضع قيوداً حول مَن يستأهل أن يكون له دور بالحل السياسي في المستقبل”.

وقال البني أيضاً: “هناك ما يُسمى بالصلاحية العالمية موجودة عند بعض الدول مثل ألمانيا والنمسا والسويد والنروج، هذه الدول مَنَحَت وحدات خاصة في سلطتها القضائية الحق للقيام بالتحقيق في جـ.رائم كما تقوم به محكمة الجـ.نايات الدولية، بمعنى أن لديها الاختصاصات التي تملكها محكمة الجنايات الدولية، وبالتالي نحن استثمرنا هذه الصلاحية”.

وقال: “في ألمانيا تقدَّمنا بـ4 ملفات أمام القضاء الألماني، نتهم بها 27 شخصية بمن فيهم بشار الأسد بارتكاب جـ.رائم ضد الإنسانية، صدرت مذكرات توقيف سُرِّبت منها مذكرة واحدة بحق جميل حسن، لكن هذا لا يعني أنها الوحيدة، لكن هذا ما تم تسريبه عن المدَّعي العام”.

اختراع روسي!

وعن اللجنة الدستورية قال البني: “هي اختراع روسي، العالم وافق لأن صاحب القرار الأساسي الذي يمكن أن يكون له تأثير نهائي بالوضع السوري هو أمريكا، العالم ترك القوى الإقليمية المحلية تتحكم بالوضع السوري من دون ضوابط، باقي الدول وخاصة الأوروبية عاجزة عن فعل أي شيء من دون قرار أمريكي، وبالتالي اضطروا للقبول على مضض، لأن ليس هناك حل وما يحدث هو لحفظ ماء الوجه فقط”.

وقال: “أمام كل هذه الجرائم التي تحدث في سوريا، لم يقوموا بشيء، والكل يعرف أنه لن يكون هناك حل عن طريق اللجنة الدستورية، وما جرى في جنيف منذ 7 سنوات حتى الآن هو مجرّد مسرح دمى تتحرَّك لإلهاء الجمهور والترفيه عنه، بمعنى أننا نقوم بشيء بينما على الأرض الحرب ضد الشعب السوري مستمرة ، إذاً هذا لإلهاء الناس، اللجنة الدستورية هي لعبة روسية للقفز عن المرحلة الانتقالية، التي انتفى وجودها”.

خطر على الشعب السوري

وتابع قائلاً: “لماذا جعلوها لجنة دستورية؟ أنا أقبل أن تكون هيئة حكم انتقالي حتى ولو أتى النظام بـ30 شخصاً آخرين، المهم أن تكون هناك مرحلة انتقالية تُنتج دستوراً في ما بعد، أي بعد إطلاق سراح المعتـ.قلين وبعد حل مسألة المفقودين وبعد وقف القتـ.ال في كل أنحاء سوريا”.

وختم البني بقوله: “هجـ.ومي الشديد على اللجنة الدستورية، لأنها خـ.يانة لمطالب الشعب السوري، ولأنها تقفز فوق المرحلة الانتقالية التي قد لا تقارب تطلعات الشعب، لكن على الأقل تُمثل الحد الأدنى من مطالبه التي تحققت عبر قرار أممي متفق عليه، تأتي روسيا لتتجاوزه وتلغيه”.

وكان البني مع حشد من الناشطين والحقوقيين السوريين، قد حذر من خـ.,طر اللجنة الدستورية منذ بدايات ظهورها وإقرارها، معتبراً إياها خيانة للشعب السوري ولمطالبه بالحرية والكرامة.

مدونة هادي العبد الله