يبدو بأن موجة المظاهرات التي اجتاحت مختلف المناطق الإيرانية منذ يوم الجمعة الماضي إلى اليوم قد بدأت بإقلاق نظام الأسد ومؤيديه الذين يعتمدون بشكل كبير جداً على دعم النظام الإيراني في شتى المجالات العسكرية والاقتصادية، وبالأخص في مجال مشتقات النفط.
وفي هذا الصدد، حذر “دريد رفعت الأسد” ابن عم رأس النظام السوري “بشار الأسد” يوم أمس من تداعيات الحركة الاحتجاجية المتصاعدة منذ أيام في إيران على المنطقة، وذلك في منشور على حسابه الشخصي في موقع “فيسبوك”.
وكتب دريد الأسد الموالي لنظام عائلته قائلاً: “تعودنا وقت بيصير شيء سيء بإيران سواء اعتداء خارجي عليها أو اضطرابات داخلية ينعكس هاد الشي على المنطقة عنا! لذلك شدّوا الأحزمة يا أهلنا فالقادم اسوأ بكثير مما تتوقعونه”.
إقرأ أيضاً: مظاهرات كبيرة في الأحواز العربية المحتلة وإسـ.قاط لأعلام إيران في الساحات (فيديو)
ومنذ يوم الجمعة الماضي، انتقل مدّ الاحتجاجات الشعبية من العراق إلى الأحواز العربية المحتلة، ليشمل بعد ذلك عدداً كبيراً من المدن الإيرانية، وذلك بشكل أساسي كاعتراض على قرار الحكومة رفع أسعار الوقود، قبل أن تتطور للمطالبة بإسقاط النظام و”علي خامنئي” المرشد الأعلى للنظام الإيراني.
ونقلت مواقع إعلامية إيرانية تسجيلاً مرئياً يظهر خروج المئات في مدينة “داراب” التابعة لمحافظة فارس الإيرانية، وهم يهتفون “سوريا إذا محتاجة، ما هو ذنبي أنا؟” وذلك على خلفية القرار الذي اتخذته السلطات الإيرانية برفع أسعار البنزين بنحو 200 في المئة بسبب تصدير كمّ هائل من النفط الإيراني إلى سوريا لدعم نظام الأسد.
وتستمر العملة الإيرانية بالتهاوي أيضاً، إذ تخطى سعر الدولار اليوم أمام التومان الإيراني حاجز الـ 12 ألف، وذلك على وقع التظاهرات العارمة، وبلغ سعر صرف الدولار الأميركي الواحد 12.050 تومان، بعد أن كان خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، 11.400 تومان، وذلك بالتزامن مع ارتفاع لأسعار البنزين أيضاً.
قمع وضحايا
ووفقا لمراسلين ميدانيين، تشهد 65 مدينة مظاهرات وتجمعات أدت في بعض منها إلى مواجهات مع القوات الأمنية التي هاجمت الحشود، بينما قابلت السلطات الإيرانية المظاهرات بالقمع وأوقعت أكثر من 25 ضـ.حية في صفوف المحتجين.
وأفاد ناشطون بأن الإنترنت قد انخفضت سرعته في معظم المناطق أو تم قطعه بالكامل في المناطق المشتعلة بالمظاهرات، وخاصة في مدن إقليم الأحواز العربي المحتلّ من قبل إيران.
كما خرج الشعب الإيراني باحتجاجات في كل من العاصمة طهران ومشهد وإقليم الأحواز العربي المحتل ومدن معشور والمحمرة، وسيرجان التابعة لمحافظة كرمان، وبهبهان وشيبان، كما شهدت مدن شيراز وبندر عباس وخرمشهر وماهشهر احتجاجات مماثلة.
ارتفاع هائل، وتضخم منتظر
وندد المتظاهرون بقرار رفع سعر البنزين، وركنوا سياراتهم وسط الطرقات من أجل إغلاقها، وأشعلوا الإطارات في الشوارع، ودعوا الشعب للمشاركة في الاحتجاجات، وهتفوا “لن نقبل الذل، سنطالب بحقوقنا”، في الوقت الذي ردت فيه قوات الأمن الإيرانية على المحتجين بإطلاق الأعيرة النارية.
ووفقا للقرار الصادر عن المجلس الاقتصادي الأعلى في إيران والشركة الوطنية للمنتجات النفطية، أصبح سعر ليتر البنزين 3000 تومان لليتر الواحد بعد ما كان 1000 تومان فقط.
هذا وقد يشير القرار الجديد إلى اقتراب حدوث تضخم جديد على الاقتصاد الإيراني، مما يعني التأثير على شرائح المجتمع الضعيفة في إيران، ناهيك عن وجود سخط شعبي مسبق من قمع النظام الإيراني وحروبه المتوالية في الدول العربية، وخاصة الدعم اللامحدود لنظام الأسد عسكرياً واقتصادياً.