خلال الاجتماع الدوري لحزب “الشعب الجمهوري” التركي المعارض منذ يومين، قال زعيم الحزب ” كمال كيليتشدار أوغلو” بأن الحزب سيرسل السوريين إلى وطنهم إن استلم السلطة، ولكن بعد إعمار سوريا على حساب الغرب، على حد قوله.
وانتقد كيليتشدار أوغلو في الاجتماع الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بخصوص موقفه من الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في الاجتماع الذي حصل بين الرئيسين مؤخراً في واشنطن، كما تطرق لوضع السوريين ومسألة إعادة إعمار سوريا.
وفي هذا الصدد قال كيليتشدار أوغلو: “ترامب يسأل أردوغان في الاجتماع: هل ستمنحون الأربعة ملايين سوري الجنـ.سية التركية؟ فما هو جواب أردوغان حول هذا الموضوع؟”.
وأكمل كيليتشدار أوغلو بقوله: “أردوغان في التصريح الذي قاله البارحة، يؤكد بأن حزبه لن يرسل السوريين إلى بلادهم، أما حزبنا فيريد إرسالهم، طبعاً هو أخذ التعليمات من ترامب” على حد تعبيره.
إقرأ أيضاً: مستشار الرئيس التركي ينـسف مؤتمر المعارضة التركية حول سوريا
وتابع قائلاً: “نعم، حزب الشعب الجمهوري سيرسل إخوتنا السوريين إلى وطنهم إن وصل للسلطة، ونحن لا نخفي هذا، سوف نقوم بتنفيذ تعليمات ترامب”.
وقال موجهاً كلامه إلى للرئيس التركي أردوغان: “أنا لا أؤمن بأنك شخص تدافع عن مصلحة بلدك، أنت مندوب القوى الكبرى الحاكمة في تركيا، ما هو عملك في الشرق الأوسط؟ الأشخاص الذين أمروك بالتدخل أين هم الآن؟”.
وقال أيضاً: “نعم، عندما نصل للحكم سنرسل السوريين إلى وطنهم، ولكن بعد أن نبني الطرق والجسور والمستشفيات والمدارس، سنرسلهم وسنأخذ مصاريف البناء من بشار الأسد وأوروبا، والمواد سنحضرها من تركيا”، على حد زعمه.
دعوات للترحيل
وفي سياق مشابه، دعت “ميرال أكشينار” رئيسة حزب “الصالح” التركي المعارض منذ أيام للحوار المباشر مع نظام أسد، والضغط عليه لإصدار عفو خاص باللاجئين السوريين الخائفين من العودة إلى بلادهم! ضمن ما توهمت بأنه الحل السحري الذي سيحل كل القضية السورية من الأساس!
وقالت أكشينار بأنها لا تحمل مشاعر حقد حيال اللاجئين السوريين، مؤكدة على أنّ إعادة اللاجئين لما أسمته بـ “المنطقة العازلة” سيكون أمراً صعباً على حد قولها، وقالت: “بحسب القوانين الدولية، لا يمكن فرض ضغوطات على اللاجئين من أجل العودة، ولذا من الضروري اتّباع سياسة الإقناع، واللاجئون لن يقبلوا بالعودة إلى المناطق التي يتم التخطيط لها”.
ولفتت أكشينار إلى أنّ اللاجئين سيرغبون بالعودة إلى منازلهم ومدنهم التي أتوا منها، داعية الحكومة إلى التخلي عن الوساطة الروسية والأمريكية فيما يخص سوريا، والتوجه نحو الحوار مع نظام الأسد نفسه، وقالت: “يجب الضغط على الأسد لإصدار عفو، وذلك بهدف تأمين عودة اللاجئين السوريين إلى مدنهم بما يتوافق مع القوانين الدولية”.
تصريحات عنصرية
وزعمت أكشينار بأن الأسد سيقبل بعودة اللاجئين إلى بلادهم، منوهة إلى أنّ السوريين تسببوا في تغيير ديموغرافي هائل في تركيا، وفاق عددهم تعداد سكّان بعض الولايات التركية مثل كلّس وشانلي اورفا وغازي عنتاب.
ومن المعروف عن حزب الصالح – وهو حزب قومي يميني متشدد – رفضه للسياسة التي انتهجها حزب “العدالة والتنمية” الحاكم بخصوص اللاجئين السوريين، ويُعرف برفضه لقرار منح الجنسية الاستثنائية لمن يحمل الكفاءات منهم، ويعرف عن أعضائه ونوابه تصريحاتهم العنصرية الواضحة إزاء اللاجئين السوريين المتواجدين بكثافة في تركيا.