تخطى إلى المحتوى

أهمية منطقة عين العرب بالنسبة لخارطة توزع القوى وأسباب الصـ.راع حولها

يمكن لكل من يتابع تسلسل الصـ.راع مؤخراً في شمال سوريا، أن يدرك الأهمية الاستثنائية لمنطقة “عين العرب” التابعة لريف محافظة حلب الشرقي، والمتركزة على الحدود السورية التركية في الضفة الشرقية لنهر الفرات.

إذ تصاعد الصراع مؤخراً حول عين العرب بين القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني السوري” من جهة، وبين ميليشيات “قسد” وقوات الاحتلال الروسي ونظام الأسد من جهة أخرى، إضافة للجانب الأمريكي الذي انسحب بشكل جزئي من المنطقة.

وبدأ الأمر مطلع الشهر الماضي، وذلك بانسحاب القوات الأمريكية من قاعدتيّ مطار “صرين” و”خراب عشق” غربيّ مدينة عين العرب، لتعود وتنتشر بنفس المنطقة، خوفاً من فقدان السيطرة عليها بالكامل، وذلك بعد انتشار القوات الروسية ونظام الأسد داخل المدينة لساعات ثم انسحابهم لخارجها.

إقرأ أيضاً: انشقاق عشرون عنصراً من ميليشيات قسد ويسلمون أنفسهم للجيش الوطني السوري

وبالتزامن مع ذلك، حاولت القوات التركية والجيش الوطني السوري مراراً طرد ميليشيات “قسد” من تلك المنطقة التي تتخذها معسكراً لها، وفيها أغلب قياداتها وقواعدها الشعبية.

وتُعتبر مدينة عين العرب ثاني المدن الكردية من حيث نسبة المواطنين السوريين الأكراد فيها بعد مدينة القامشلي، بالإضافة إلى أن عدداً كبيراً من قياديي ميليشيات “قسد” ينحدرون من هذه المدينة، وغالبيتهم حـ.ارب الأتراك خلال العقود الأخيرة ولديهم مشروعهم الانفصـ.الي الخاص.

وفي هذا الصدد، نقل موقع “أورينت نت” عن الخبير العسكري المقدم “أحمد العطار” بأن سيطرة تركيا والجيش الوطني على عين العرب سيقطع الطريق أمام الميليشيات الانفصالية حول تنفيذ مشروعها الذي يمتد شمال سوريا وتتوسطه منطقة عين العرب.

أهمية استراتيجية

وتابع العطار خلال حديثه قائلاً: “عين العرب فيها أهم معسكرات ميليشيا قسد، وكذلك فيها أهم القيادات الكردية والتي كانت تُقـ.اتل بجانب عبد الله أوجلان المُعتقل لدى تركيا منذ عشرين عاماً، ولذلك السيطرة عليها لها مدلولها عند الأتراك وفصائل الجيش الوطني السوري، لمنع وتعطيل المشروع الانفصالي الذي تتبناه ميليشيا قسد والميليشيات الكردية”.

ويعتبر العطار بأن عملية “نبع السلام” العسكرية التركية لن تحقق مبتغاها ما لم تُسيطر على مدينة عين العرب، لأنها تصل ضفتيّ المنطقة الآمنة شرق وغرب نهر الفرات، وبالتالي فإن السيطرة عليها ستتيح لتركيا قطع الطريق أمام المشروع الانفصالي للميليشيات الانفصالية.

وبناءً على ذلك، يؤكد العطار بأن “تركيا لن تستغني عن مدينة عين العرب وريفها بسهولة، لأنها تعلم أنه لا فائدة من المنطقة الآمنة دونها، وكذلك القوات الروسية وميليشيا أسد تسعى جاهدة للسيطرة على المدينة بشتى الوسائل لتقطع الطريق أمام تركيا حول المنطقة الآمنة وكذلك وصول هذه الميليشيات للحدود التركية”.

البعد المعنوي

كما صرح الدكتور “أحمد الشمسي” للموقع ذاته بأن “الأهمية الاقتصادية” و”الموقع الاستراتيجي”، جعلا من عين العرب وجهةً لكل الأطراف الدولية والمحلية للسيطرة عليها.

وأوضح الشمسي لأورينت نت قائلاً: “تقع عين العرب بالقرب من نهر الفرات وتُعتبر قناةً لجرّ مياه الشرب لشرق الفرات، كما تحوي المنطقة على أهم الجسور التي تربط شرق الفرات بغربه، وبالتالي تُعتبر ممراً تجارياً هاماً، يُضاف إلى ذلك كله أنها الطريق الوحيد لعبور المحروقات من شرق الفرات إلى غربه، ولذلك هي أهم الموارد والمعابر التجارية والاقتصادية والخدمية بالمنطقة”.

وعين العرب لها أهميتها المعنوية كذلك لدى التحالف الدولي وكافة الدول المتصارعة في سوريا، وكذلك أهميتها بالنسبة للميليشيات الانفصالية، كونها اشتهرت أكثر من كل المدن السورية منذ معارك تنظيم “داعش” بداخلها عام 2014، ولذلك فإن السيطرة عليها ستكون لها مدلولاتها الخاصة، ألا وهي مكافحة الإرهاب والقضاء على كل المشاريع الخاصة بهذا الإرهاب، وذلك من وجهة نظر كل طرف على حدة.

مدونة هادي العبد الله