تخطى إلى المحتوى

مشاورات بين الجانبين الروسي والأمريكي حول السيطرة شرقي الفرات

في سياق اقتسام كعكة المصالح والنفوذ في سوريا، تستمر المباحثات الروسية الأمريكية صعوداً وهبوطاً بحسب الأوضاع السائدة، إلا أن ملف شرقي الفرات بات واحداً من الملفات الشديدة الأهمية بين الطرفين، وخاصة بعد الأحداث الأخيرة التي بدأت منذ انطلاق العملية العسكرية التركية مطلع الشهر الماضي.

وفي هذا الصدد، كشفت وزارة الخارجية الروسية اليوم عن مناقشات تجري حالياً مع الجانب الأمريكي حول سوريا، وذلك وفقاً لما صرّح به “أوليغ سيرومولوتوف” نائب وزير الخارجية الروسي.

وقال سيرومولوتوف في تصريحاته اليوم: “نحافظ على الحوار على مختلف المستويات مع الولايات المتحدة وغيرها من الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية من أجل تحقيق الاستقرار الدائم للوضع في سوريا والقضاء نهائيا على الإرهاب”.

إقرأ أيضاً: تصريحات جديدة للرئيس التركي عقب اجتماعه مع ترامب في واشنطن أمس

ووصف سيرومولوتوف تصرفات الولايات المتحدة التي تقوم بها في سوريا بـ “المدمرة”، وقال في هذا السياق: “الولايات المتحدة تغادر ثم تعود لحماية حقول النفط من تنظيم داعش، وهذا لا يسهم في إيجاد قواسم مشتركة”، على حد قوله.

وأكمل نائب وزير الخارجية الروسية بقوله: “الحوار الروسي الأمريكي مطلوب حول هذه المسألة، رغم التواجد غير القانوني للأمريكيين على الأراضي السورية”، على حد زعمه.

وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا “جيمس جيفري” قد صرح منذ اسبوع بوجود خطة أمريكية تركية لإعادة ما يقارب مليون لاجئ سوري إلى بلادهم، وتحديداً إلى المنطقة الآمنة التي تم الاتفاق عليها مؤخراً في شمال شرق سوريا.

خطة إزاء اللاجئين

وقال جيفري بأنه سيتم إرسال نحو مليون لاجئ باتجاه المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا، مشيراً أن حوالي 30 بالمائة منهم أكراد قد فـروا من ميليشيات “قسد” في وقت سابق، وأكد بأن بلاده قد بحثت الموضوع مع الجانب التركي، حيث ضمن الأتراك مسألة إسكان حوالي مليون لاجئ سوري في المنطقة الآمنة المذكورة، وإعادة الأمن والأمان إلى تلك المنطقة.

وأكد جيفري بأنه سيتم إعادة اللاجئين إلى المنطقة الآمنة وفقاً لمجموعة ضوابط تنسجم مع قوانين المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، مؤكداً أن دور تركيا سيقتصر على كونها صلة الوصل بين الولايات المتحدة والمفوضية العليا لتنسيق عودة اللاجئين.

وقال المبعوث الأمريكي بأن من بين اللاجئين الذين سيعودون إلى بلادهم حوالي 350 ألف كردي كانوا قد فـروا من مدنهم وقراهم بسبب ميليشيات “قسد”، مشيراً إلى أن لديهم رغبة كبيرة في العودة من جديد إلى مناطقهم بعد سيـطرة القوات التركية عليها.

تنسيق مع كل الأطراف

ونفى جيفري بأن تكون الولايات المتحدة هي الداعم الرئيسي ميليشيات “قسد” المدعو “مظـلوم عبدي”، حيث قال بأن واشنطن لن ولم تدعم أي شخص بصفة شخصية، لكنها ميليشيات “قسد” بشكل مباشر، وهذا الدعم لن يطول كثيراً، فهو مرحلي ولفترة مؤقتة، على حد قوله.

وبشأن الموقف الأمريكي من الأوضاع في سوريا بشكل عام، أكد جيفري بأن بلاده لا تطلب سوى إقامة انتخابات حرة وعادلة مع ضمان مشاركة جميع السوريين فيها، وأن يتم ذلك وفقاً لنص قرار الأمم المتحدة رقم 2254، مضيفاً بأن هذا الأمر دائماً ما تحاول الولايات المتحدة الأمريكية أن توضحه لجميع الأطراف المعنية بالمسألة السورية، ومؤكداً بأن بلاده تلتقي كافة الجماعات المعارضة بالقاهرة وأوسلو، على حد قوله.

مدونة هادي العبد الله