تخطى إلى المحتوى

تحت وقع استهداف طائراتها لإدلب روسيا تعلن انتهاء عملياتها العسكرية في سوريا!

لا يخجل الروس أبداً من سياسة الكـ.ذب الصريح والمـ.راوغة المكشوفة وإنكار الحقائق الدامغة، ويستمرون بها مع سبق الإصرار والترصد وخاصة في سياق ممارساتهم السياسية والعسكرية في سوريا منذ بدء الثورة السورية حتى هذه اللحظة.

فبينما لا زالت طائرات الاحتلال الروسي تصب حـ.مم المـ.وت فوق المدنيين في جميع مناطق محافظة إدلب السورية ومحيطها، يؤكد الرئيس الروسي بكل وقـ.احة بأن عملياتهم الحربية في سوريا قد انتهت!

فقد زعم “فلاديمير بوتين” الرئيس الروسي خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي في موسكو يوم أمس الجمعة بأن “العمليات العسكرية واسعة النطاق التي قامت بها القوات الروسية على الأراضي السورية قد انتهت، وعناصر القوات الجوية الفضائية والبحرية والقوات الخاصة والشرطة العسكرية وغيرها من الهيئات والأجهزة، قد نفذوا المهام الموكلة إليهم في سوريا بشكل تام” على حد زعمه.

إقرأ أيضاً: طفلة سورية توجه رسالة إلى الطيارين الروس ونظام الأسد في اليوم العالمي للطفولة (فيديو)

وبكل وقاحة، أشار الرئيس الروسي إلى أهمية “التجربة القـ.تالية” التي اكتسبها الجنود الروس خلال سنوات في سوريا، زاعماً أن قواته العسكرية قد نجحت بمنع التدفق الجماعي لـ “المسلحـ.ين” من الأراضي السورية إلى بلاده، وفقاً لما يدعيه.

وأكمل كلامه بالقول: “هذه التجربة تجري الاستفادة منها وتطويرها لنقلها إلى أماكن أخرى في العالم إذا اقتضت الضرورة، ومن الممكن الاستفادة منها أيضاً أثناء المناورات السنوية وعمليات التفـتيش المفاجئة للقوات المسلحة”، على حد قوله.

وبينما يكرر بوتين زعمه الكـ.اذب بانتهاء عمل قواته في سوريا – ربما للمرة الخامسة على التوالي منذ تدخله في سوريا – اعتبر المتحدث الرسمي باسم الهيئة السورية العليا للتفاوض الدكتور “يحيى العريضي” بأن التصريح الذي أدلى به الرئيس الروسي منتصف الشهر الماضي بانتهاء الحرب وإيقاف العمليات العسكرية هو مجرد مراوغة لكسب الوقت وتحقيق مكاسب سياسية.

مراوغة وكذب

وقال العريضي بأن “بوتين دخل إلى سوريا تحت ذريعة محاربة الاٍرهاب، إلا أنه في الحقيقة دخل لمساندة نظام بشار الأسد الذي شن حـ.رباً على الشعب السوري”.

وأضاف العريضي بقوله: “اعتبر بوتين وجود قوى أجنبية غيره لا شرعي، وقـ.تل من السوريين المدنيين ما يقارب السبعة آلاف، وجرّب ما يقارب الثلاثمائة صنف من السلاح علينا وعلى بلدنا، ومنذ عامين صرح بوتين بأنه سيسحب قواته، ولَم يسحبها، بل عززها ودعمها”.

وأكد العريضي بأن بوتين بحاجة الآن لجني ثمرة تدخله سياسيا وظهر بقوله إن الحرب وضعت أوزارها، معتقداً ان اللجنة الدستورية هي الحل السياسي، وعبرها سيحصد دعمه السياسي، كما يعتزم إطلاق إعادة اعمار سوريا لجني المال برعايته، وفي ضوء كل هذا من تجارب سابقة ووقائع لا بد من الحذر والخشية من تصريحات كهذه تكون باتجاه، بينما يكون الواقع باتجاه آخر.

هجوم قادم، وقصف لا يتوقف

وختم العريضي حديثه بالقول: “هناك جانب من السوريين يريدون أن يتوقف النهج العسكري للنظام وداعميه، وأن تأخذ العملية السياسية التي توصل الى سلام لسوريا، وحرية لمواطنيها، وخلاص من الاستبداد ووقف القتل والتدمير”.

وتثير تصريحات الرئيس الروسي العديد من التساؤلات – إلى جانب الغضب من كذبه المكشوف – وخاصة بأنها ليست المرة الأولى التي يدلي بها بتصريح كهذا، بينما تختلف ممارسات قواته على الأرض اختلافاً مغايراً تماماً لما صرح به، وخاصة مع نية نظام الأسد وحلفائه تصفية جميع فصائل الثورة السورية – أو ما تبقى منها – فيما تبقى من الأراضي المحررة في سوريا.

فلم تتوقف الطائرات الحربية التابعة للاحتلال الروسي ونظام الأسد منذ مطلع الشهر الحالي حتى اليوم عن قصف مناطق المدنيين في إدلب، بينما تتوارد المعلومات عن استعداد نظام الأسد وميليشياته لهجوم برّي جديد بهدف قضم مناطق جديدة من إدلب، الأمر الذي سيوجب دعماً روسياً لا محدوداً في شتى المجالات.

مدونة هادي العبد الله